اتصل بنا
 

عذرا ميرا..الحكومة مشغولة بلم 'فشك' جاهات الأعراس

نيسان ـ نشر في 2019-01-29 الساعة 21:08

x
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات....دعونا نسدل الستارة على الاحتفال بـ"غزوة الدولة" وهي تلقي القبض على جبهة محلية تسمى "جاهة عرس"، بعد أن حاكمنا استعراض الخارجين عن القانون بفيديوهات مسجلة، ولم نحاكم الفعل ذاته؛ لكثر ما نمارسه في مناسباتنا.
لو أن أحدهم لم يوثّق "المجزرة" لانتهى مشهد الاستعراض كما انتهى غيره بهدوء وبسلام، ولغادر المجتمعون إلى أشغالهم من دون أن يضطر محافظ المفرق إلى "تسليم" أربعة أشخاص ممن شاركوا بحفلة إطلاق النار في عرس على طريق المطار قبل يومين.
لا شك أن بعضاً من المسؤولين ومن جميع أجهزة الدولة حضروا الجاهة، كما حضرها أخرون، لكن الجميع اكتفى بصم أذنه مع اطلاق كل صلية نار فقط، ومثلهم نفعل نحن في مناسبات لا نراها مكتلمة البهجة إلا بالرصاص والتفحيط وإغلاق الشوارع والدوس على حقوق الأخرين مدفوعين بنشوة الفرح.
الحق كل الحق على من صوّر الفيديو، فلولاه لما "خرب العرس"، ولولاه لما تحركت الدولة، ولولاه لما عرفنا أصلاً عن العرس وعن عتاده وعن نائب ربما اضطر لمشاركة أقاربه او أصدقائه.
ما السر في ميل كتلة من المجتمع إلى كسر القانون ولي عنقه؟ ولماذا نشعر بعدواة تجاهه ونرفض تطبيقه على أنفسنا؟. خذ مثلا؛ قطع إشارات المرور حمراء، أو سرقة الكهرباء أو التعدي على خطوط وشبكات المياه أو الحماس الكبير في إطلاق العيارات النارية في الأعراس وحتى في طهور الأبناء، أو التفحيط في الشوارع العامة أو الاعتداء على رجال السير بعد تحريرهم مخالفة .
نحن لا نتحدث عن مخالفات صارت بحكم الاعتياد والممارسة اليومية مفهومة ولا تستوجب التوقف عندها، مثل؛ رمي النفايات من شباك المركبة أو التدخين في الأماكن العامة أو حتى الاصطفاف المزدوج أو إغلاق شارع عام من قبل مصلين جاءوا تلبية لنداء الله في يوم الجمعة.
بالعودة إلى ملف الاستعراض أو "العرط" هل تذكرتم حادثة وفاة الطفلة ميرا وكيف أغلقت الباب على عرط الحكومة واستعراضها سريعاً؟.
تلك الطفلة التي طاف والدها مستشفيات المملكة؛ ليجد لها سريراً لكنه فشل، ولم ينجح بالعثور على شيء يهدئ من روعه حتى تحولت قضية ابنته إلى قضية رأي عام فتحركت الدولة سريعاً.
هذا يعني أمرا واحدا لا ثاني له، نحن لسنا دولة مؤسسات وقوانين، نحن دولة إعلام وفزعات وكفى، إن اردت تحقيق العدالة في قضية ما، اجعلها عنوانا في الاعلام، فهذا رئيس الوزراء، عمر الرزاز نفسه أراد زيارة ميرا، لكنها أبت إلا أن تصعد للسماء، رافضة نفاق المسؤولين.

نيسان ـ نشر في 2019-01-29 الساعة 21:08


رأي:

الكلمات الأكثر بحثاً