اتصل بنا
 

إعلان الوحدة بين الضفتين؛ كاشف أم منشيء؟؟؟

كاتب وخبير قانوني

نيسان ـ نشر في 2019-01-31 الساعة 16:53

نيسان ـ كتب ماهر أبو طير لجريدة الغد الأردن الاسبوع المنصرم مقالا بعنوان "ثلاثة سيناريوهات في عمان", خلص فيها الى أنه " لن تكون ھناك صفقة قرن، ولن تنجح أي تسویة سیاسیة، خصوصا مع العامل الإسرائیلي بكل نفوذه في الإدارة الأمیركیة والكونغرس، الذي یعتبر أي صیغ لصالح الفلسطینیین ضده فعلیا، فیما المفارقة ان أي صیغ لصالح الإسرائیلیین ستكون ضدنا أیضا، فكیف ستعبر واشنطن حقول الألغام ھذه في منطقة لا تھدأ نھارا، ولا تنام لیلا!
ماهر ابو طير من مرافقي الحكومة في سفراتها على ما قال, وانني اذا اكاد اشعر بإرهاصات الموقف الذي يدفع كاتبا معتدلا كأبي طير لإثارة هكذا زوبعة في فنجان لأجد في مقاله اعلاه استنتاجا لا يفضي الى شيء على المستوى العملي.
فهو يعبر عما يمكن لعمان قوله أو فعله, ويحاول التسديد والمقاربة متناسيا الواقع العام في المنطقة والعالم, الحقيقة أن الكيان بقدراته المعروفة ولوبياته المنتشرة ليس فقط في أمريكا واوروبا بشكل تقليدي بل ان تلك اللوبيات متفشية في الجسم الفلسطيني والأردني بشكل لافت, ولا احد يمكنه انكار هكذا حقيقة, واقع الحال أن الأردن في ظل الظروف الحالية يبدو وكأنه عاتب فقط على صانع القرار الدولي أكثر من كونه معارضا لما تَقرَّر, ما تقرر يا سيدي الكرم نفذ, والتأخير الذي يعول عليه بعض العرب ناتج بالضرورة عن اختيار آلية التنفيذ وليس التنفيذ بحد ذاته.
انني لا استطيع ان اتصور أن نسمع كلاما واضحا في هذا الشأن من الرسمي العربي, لا اتخيل ابدا ان في العرب على المستوى الرسمي من يستطيع التعليق على التنفيذ أو آلياته, المواربات والمقاربات باتت سقيمة في هذا الجانب, دول عربية أكبر من الأردن وصلت الى طريق مسدود على مستوى السياسات الداخلية فما بالك بالسياسات الخارجية!!!, انا معني على الاقل باحترام مشاعري تجاه فلسطين المحتلة ومعني في ذات الوقت بالتصالح مع الواقع, لأن البديل اما غير متوفر أو أن ثمنه أكبر من مجرد خيمة.
لم لا نعطي انفسنا وقتا لوضع الحالة الفلسطينية الأردنية على طاولة العصف الذهني الوطني, لم لا نعتبر من التاريخ وحوادثه, لم لا نصدر شهادة الوحدة بين الضفتين تحت عرش واحد, هذه الشهادة ستكون كاشفة لا منشئة, كل من يقول بغير هذا إما حالم أو جاهل, واقع الأمر بين فلسطين والأردن واضح لا لبس فيه, الفلسطينيون باقون في الأردن لمئة عام قادمة على حسابات الواقع الراهن, أي تغيير على هذا الواقع سيكون محلا لسخط صانع القرار الذي لو أراد لأشعل العالم العربي في غضون اسبوع, لم لا نكون واقعيين ليوم واحد, ماذا لو توحدت الضفتان في مملكة, أي حال سيتغير؟ اعطونا على الاقل حديبية أخرى.
لو أُعلنت الوحدة بين الضفتين في مملكة واحدة فلن نشهد طابورا من عشرة اشخاص على دائرة الجوازات, ذلك أن الناس قد حصلوا على تلك الجوازات من ستين سنة تنقص أو تزيد, جرب يرحمك الله أن تقترب من حد أرض يملكها لاجئ أو نازح وسترى كيف أن الناس مواطنون كاملو المواطنة وكيف أن صفقة القرن تمت منذ قرن.

نيسان ـ نشر في 2019-01-31 الساعة 16:53


رأي: الدكتور عمر كامل السواعدة كاتب وخبير قانوني

الكلمات الأكثر بحثاً