اتصل بنا
 

الفلكيون السعوديون يختلفون في تحديد يوم عيد الفطر

نيسان ـ نشر في 2015-07-13 الساعة 18:13

x
نيسان ـ

تضاربت حسابات الفلكييّن السعوديين في تحديد يوم عيد الفطر المبارك، فبعدما اتفقوا على أنّ ليلة الشك لرؤية هلال عيد الفطر ستصادف يوم الخميس 16 يوليو/ تموز الجاري؛ لوجود دلائل علمية تثبت ظهور هلال شهر شوال، انقسم خبراء الفلك السعوديون بين قائل بأنّ عيد الفطر سيكون الجمعة المقبل، وآخرون يقولون إنه ستكمل العدة في الصوم يوم الجمعة ويكون يوم السبت هو الأول من أيام عيد الفطر.

- مساران مختلفان

وعن مثل هذا الأمر، يرى نائب رئيس الجمعية الفلكية بجدة، شرف السفياني، بأنّ قضية رؤية هلال العيد أو رمضان فلكياً وبالعين المجردة يعتبران مساران مختلفان بينهما تنافر واضح في العصر الحالي، مشيراً إلى أنّ من يستخدمون طريقة العين المجردة "الشعبيين" لهم حسابات خاصة تتعارض في كثير من الأحيان مع الحسابات الفلكية.

ويؤكدّ السفياني لـ"الخليج أونلاين"، بأنّ الحسابات الفلكية هي حسابات قطعية مؤكدة بنسبة 100%؛ لأنّها تتعامل بلغة الأرقام عبر الاعتماد على سرعة الأجرام الفلكية والقيام بتحديد مسارات وحركة الأجرام السماوية، التي يمكن من خلالها تأكيد دخول الهلال أو من عدمه، مشيراً إلى أنّ الحسابات الشعبية التي تعتمد على العين المجردة ما تزال تعتمد على الوسائل الشعبية القديمة في تأكيد رؤية الهلال.

ويطالب السفياني على ضرورة الاعتماد على لغة الأرقام والحسابات الفلكية في تأكيد رؤية هلال رمضان والعيد، حيث إنّ الاعتماد على رؤية العين المجردة ما تزال تعتمد على طرق تقليدية وحسابات قديمة، لا يكون فيها تأكيد رؤية الهلال دقيقاً كما هو الحال في الحاسبات الفلكية.

- العيد سيكون يوم الجمعة

ويشير السفياني إلى أنّ دخول هلال رمضان كان سليماً وصحيحاً، مؤكداً بأنّ موعد الإعلان عن يوم العيد سيكون يوم الجمعة على مستوى دول الخليج والدول العربية المحيطة، حيث سيتمكن الفلكيون من رصد هلال العيد مساء يوم الخميس، مشدداً على أنّ جميع الفلكيين يتكلمون بلغة الأرقام ويستخدمونها في تحري رؤية الهلال، وفي معرفة متى تغرب الشمس ومتى يظهر ويغيب الهلال، إضافة إلى تحديد مقدار إضاءة الهلال وشكله وزاوية الاستطالة بين الشمس والقمر، كل هذا يمكن أن يقوم الفلكيين بتحديده ومعرفته عبر الحسابات الفلكية، وفق قوله.

وحول إمكانية إيجاد حل وسط بين من يؤيدون الرؤية بالعين المجردة وبين الفلكيين، يتابع السفياني حديثه بالقول: "كلا الطرفين بإمكانهم أن تجتمع كلمتهم في حالة النفي التي لا يتم فيها استقبال الشهود، ولا يسمح لمن يرغب بالشهادة عبر العين المجردة، فإذا كان الهلال يغرب قبل الشمس ففي هذه الحالة لا يأخذ بشهادة العين المجردة ولا يتم الاعتماد على هذه الشهادة، بل يكتفى بالاعتماد على الحسابات الفلكية، وهذا معمول به في السعودية ودول الخليج".

رؤية الهلال غير ممكنة

من جانبه، يؤكدّ الباحث الفلكي السعودي ملهم محمد هندي، بأنّ رؤية الهلال يوم 29 رمضان غير ممكنة بالعين المجردة، أو حتى بالتلسكوبات المتطورة؛ وذلك لكونه دون أدنى المعايير الفلكية التي يتفق كل الفلكيين عليها، مشيراً إلى أن "هذه المعايير لم تأت حسابياً أو عبر معادلات بل هي نتاج إحصائيات وتحقيق لمئات السنين من الأرصاد الموثقة من علماء فلك مسلمين، وعلماء شريعة مثل ابن تيمية رحمه الله".

ويتابع هندي في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "الهلال يبدأ على الوطن العربي بارتفاع درجة واحدة فقط في شرقه، ويصل إلى 3 درجات في أقصى غربه، وهذه القيم أدنى من أقل قيمة يمكن رؤية الهلال فيها"، مؤكداً بأنّه توجد منذ 30 عاماً شبه كارثة في قضية ترائي الهلال.

وأوضح أن علماء الشريعة في السابق "كانوا يتفقون على دقة الحسابات الفلكية، فلم نجد سابقاً تقدم أحد للشهادة والهلال قد غرب قبل الشمس"، مضيفاً بأنّ "هناك فارقاً كبيراً في أغلب السنوات بين الحساب الفلكي المبني على معايير الرؤية الصحيحة وبين ما يتم في إعلانه رسمياً، فكاد ألا يكون هناك تطابق إلا بعد مؤتمر المجمع الفقهي الإسلامي في مكة المكرمة، الذي قرب هذا التطابق قليلاً برفض شهادة هلال المستحيل، أي رد أي شهادة والهلال قد غرب قبل الشمس".

ويرى هندي بأنّ الاعتماد على الحساب أو الرؤية هو قرار شرعي يفتي فيه أهل الاختصاص الفقهي الشرعي، وعلى الفلكيين تقديم ما يصحح ويحافظ على دقة هذه الفتوى، مشيراً إلى أنّ أغلب الشرعيين يرون بالرؤية المجردة، فهي الأساس بناء على الحديث النبوي الشريف (صوموا لرؤيته).

وبين أن هدف هذه المعايير ضمان صحة شعيرة الترائي، وحفظ الناس في عباداتهم من المتوهمين، مشدداً على أنّه "لا يعقل أن تكون العين البشرية مهما كانت بيئتها أقوى من التلسكوبات والكاميرات الحديثة، فإن لم تتمكن التلسكوبات فمن باب أولى أن لا تراه العين البشرية".

ويعتقد هندي بأنّ الأخذ بالتجربة العمانية في الحسابات الفلكية المعتمدة على الرؤية البشرية هي الأدق، فإن كانت قيم الهلال تؤهل للرؤية تدعو مواطنيها لترائي الهلال، وإذا كانت القيم أقل من المعايير المعتبرة تعلن إكمال الشهر، فهي تجمع بين الحساب الفلكي والرؤية تأسياً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

نيسان ـ نشر في 2015-07-13 الساعة 18:13

الكلمات الأكثر بحثاً