براغماتية اقتصادية
نضال حمدان
كاتب وصحافي أردني مقيم في الإمارات
نيسان ـ نشر في 2015-04-08
وقعت شركة سامسونغ الكورية مع غريمتها آبل الأميركية صفقة تصنيع الجيل المقبل من معالجات هواتف آيفون الذكية. وهما الشركتان اللتان خاضتا العديد من الحروب الصناعية والتقنية والتي وصلت المحاكم.
هذه الصفقة قد تثير الحيرة لدى المتابعين والمهتمين الذين لا يفهمون لغة الاقتصاد ومصالح السوق، فهي ترجمة لبراغماتية المصالح.
والآن، بعد ثلاثة أعوام من الصراع و«الجرجرة» في المحاكم تتكامل الشركتان المتنافستان، بل تعمل إحداهما في خدمة الأخرى.
قد تكون هذه الصفقة إقراراً من قبل آبل لصالح سامسونغ بأنّ «مصنعيّتها» أكثر جودة من البديل الذي لجأت إليه في فترة «الطلاق» التي بدأت في 2012 بدعوى انتهاك براءات اختراع.
هذا الاتجاه الذي تحكمه المصالح لا يقتصر على الاقتصاد وقطاع الشركات بل يتعدى إلى سياسات الدول، فها هي الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقات تجارية وسياسية وعسكرية وطيدة مع اليابان التي كانت إحدى ضحايا قنبلتها النووية، وها هي تدشن مناورات مشتركة مع فيتنام.
المصلحة حتّمت على آبل الاستعانة بسامسونغ والمصلحة جعلت سامسونغ تتغاضى عن معاناتها مع غريمتها الأميركية، والحكم هنا لسعر السهم وللأرباح ولا مكان للضغائن.
ذات المبدأ كان في عقل مؤسس علم التنظير السياسي الواقعي «نيكولو ميكيافيلي» الذي فكّر بعقلية اقتصادية استفادت منها الشركات أكثر من رجال السياسة عل
ى ما يبدو.