عجلون يا قطعة مني..كيف ننزع شأفة الغضب من صدور الناس؟
نيسان ـ نشر في 2019-02-16 الساعة 19:14
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...لا أحد يستطيع فهم تطورات المشهد في محافظة عجلون، فجأة تتحول قصة صغيرة حد طلب الرخص من سائق إلى اشتباكات بين رجال الأمن ومواطنين ثم تتحول إلى رصاص حي ؛ فيقتل شابا لا ناقة له ولا جمل في كل ما يحدث.
لماذا نحن مستفزون حد التهور؟ ولماذا ننجر إلى العنف عند أول منعطف؟ ولماذا نستسهل سحب السلاح وحشوه بالرصاص تجاه الآخر؟.
لم نعد أسرة واحدة، ولم نعد قادرين على تحمّل بعضنا البعض، كل منا يتفلت على الآخر، لا لشيء سوى أنه خضع لسلسلة طويلة من الضغوطات اليومية وصار عبارة عن "لغم"، قد يثور عند أول احتكاك، صرنا خطراً قابل للاشتعال والحريق عند أول عود كبريت وعند أول دورية شرطة.
كان بالإمكان أن تسير الأمور في عجلون كما كل يوم، لكن اللجوء إلى ردات الفعل والإدارة العشوائية نقلت الأزمة من مربع إلى آخر آكثر صعوبة.
نسلم بما جاء بتقرير الأمن العام، لكننا نسائل عن نتائج قصة انفجرت ولا أحد يمتلك تصوراً دقيقاً لنزع فتيل التوتر وشأفة الغضب من صدور الغاضبين.
يحق لرجل الأمن أن يطلب الرخصة من أي سائق ويحق له أيضا في مرحلة ما أن يطلب الهوية الشخصية ممن أراد، طالما الهدف تعزيز سلمية وأمن المجتمع، لكن في حالة الرفض المطلق من أي مواطن فإن عليه أخذ جرعة من حكمة يبدأها بأخذ رقم المركبة والبدء بالإجراءات الرسمية تنتهي إلى توديع المخالف للقضاء، لا أن يشعر أنه خصم للمواطن وعليه تنفيذ الأمر بالقوة.
لو أن رجل الأمن اكتفى بأخذ رقم المركبة والتبليغ عنها لما وصلنا إلى هذه المرحلة من الغضب والرصاص، كان كل ما ينقصنا أن نؤمن بأهمية العقل البارد وبشراكة الجميع في القفز عن الصغائر، طالما عيننا على الأردن وسلميته.
كيف تصرفنا في عجلون؟.
تصرفنا وكأننا أعداء لا أخوة، تصرفنا وكأننا على طرفي نقيض لا شركاء، تصرفنا بدافع الغل والحقد والثأر لا لأجل الأردن، فصرنا مهددين بقنابل موقوتة بين الحين والآخر.
قنابل أخطر من تلك التي أودت بحياة أبنائنا في السلط قبل أيام، ثم اكتشفنا أنه القصور و"الطبطبة" اللذين خطفا أرواح الشباب ولا يزالان يتربصان بنا، في حين تكتفي الحكومة برشقنا ببيانات صحفية رشيقة تربط ما حدث بخيوط خلية إرهابية أوقفتنا على رجل ونصف في آب الفائت.
لنعترف بأننا في قلب الخطر بعد أن سلمنا أنفسنا لإدارات الفزعة وردات الفعل في مجمل مؤسساتنا الوطنية، لنعترف بأننا نحتاج إدارات وطنية حقيقية تغلّب من حكمتها ومصلحة البلد وقت الخطر والحسم، نحتاج قادة يشعرونك بأنهم يقودون المجتمع لأجل الأردن لا لفرض عضلاتهم ووجهات نظرهم فقط.
في عجلون اليوم لا أحد رابح، الجميع يخسر، والجميع يعيش القلق والتوتر، والجميع يريد الخروج بأقل الخسائر، فهلا حكمنا العقل في إدارة شؤون البلد والعباد، وابتعدنا قليلاً عن التأزيم وعقوله.
لماذا نحن مستفزون حد التهور؟ ولماذا ننجر إلى العنف عند أول منعطف؟ ولماذا نستسهل سحب السلاح وحشوه بالرصاص تجاه الآخر؟.
لم نعد أسرة واحدة، ولم نعد قادرين على تحمّل بعضنا البعض، كل منا يتفلت على الآخر، لا لشيء سوى أنه خضع لسلسلة طويلة من الضغوطات اليومية وصار عبارة عن "لغم"، قد يثور عند أول احتكاك، صرنا خطراً قابل للاشتعال والحريق عند أول عود كبريت وعند أول دورية شرطة.
كان بالإمكان أن تسير الأمور في عجلون كما كل يوم، لكن اللجوء إلى ردات الفعل والإدارة العشوائية نقلت الأزمة من مربع إلى آخر آكثر صعوبة.
نسلم بما جاء بتقرير الأمن العام، لكننا نسائل عن نتائج قصة انفجرت ولا أحد يمتلك تصوراً دقيقاً لنزع فتيل التوتر وشأفة الغضب من صدور الغاضبين.
يحق لرجل الأمن أن يطلب الرخصة من أي سائق ويحق له أيضا في مرحلة ما أن يطلب الهوية الشخصية ممن أراد، طالما الهدف تعزيز سلمية وأمن المجتمع، لكن في حالة الرفض المطلق من أي مواطن فإن عليه أخذ جرعة من حكمة يبدأها بأخذ رقم المركبة والبدء بالإجراءات الرسمية تنتهي إلى توديع المخالف للقضاء، لا أن يشعر أنه خصم للمواطن وعليه تنفيذ الأمر بالقوة.
لو أن رجل الأمن اكتفى بأخذ رقم المركبة والتبليغ عنها لما وصلنا إلى هذه المرحلة من الغضب والرصاص، كان كل ما ينقصنا أن نؤمن بأهمية العقل البارد وبشراكة الجميع في القفز عن الصغائر، طالما عيننا على الأردن وسلميته.
كيف تصرفنا في عجلون؟.
تصرفنا وكأننا أعداء لا أخوة، تصرفنا وكأننا على طرفي نقيض لا شركاء، تصرفنا بدافع الغل والحقد والثأر لا لأجل الأردن، فصرنا مهددين بقنابل موقوتة بين الحين والآخر.
قنابل أخطر من تلك التي أودت بحياة أبنائنا في السلط قبل أيام، ثم اكتشفنا أنه القصور و"الطبطبة" اللذين خطفا أرواح الشباب ولا يزالان يتربصان بنا، في حين تكتفي الحكومة برشقنا ببيانات صحفية رشيقة تربط ما حدث بخيوط خلية إرهابية أوقفتنا على رجل ونصف في آب الفائت.
لنعترف بأننا في قلب الخطر بعد أن سلمنا أنفسنا لإدارات الفزعة وردات الفعل في مجمل مؤسساتنا الوطنية، لنعترف بأننا نحتاج إدارات وطنية حقيقية تغلّب من حكمتها ومصلحة البلد وقت الخطر والحسم، نحتاج قادة يشعرونك بأنهم يقودون المجتمع لأجل الأردن لا لفرض عضلاتهم ووجهات نظرهم فقط.
في عجلون اليوم لا أحد رابح، الجميع يخسر، والجميع يعيش القلق والتوتر، والجميع يريد الخروج بأقل الخسائر، فهلا حكمنا العقل في إدارة شؤون البلد والعباد، وابتعدنا قليلاً عن التأزيم وعقوله.
نيسان ـ نشر في 2019-02-16 الساعة 19:14
رأي: ابراهيم قبيلات