اتصل بنا
 

سيرةُ ممسحةٍ

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2019-02-17 الساعة 13:08

نيسان ـ بينما كان الرّجلُ يلجُ بيتَه كاد أن يسقط أرضا بعد أن داس بقدمه على قطعة قماشٍ مصفودةٍ عند الباب، وقد تشرّبت الماءَ والوحل، قال بصوتٍ غاضب: ما بالُ هذه الممسحة لا تغادرنا ؟ ألم يحن وقتُ استبدالها بأَخرى( بفتح الهمزة)؟ أجابت زوجته: إنّني لا أحسن التخلّص من الأشياء القديمة، خصوصا تلك التي لها معنى في حياتي، وهل نسيت أنّها كانت أولَ هديةٍ أهديتكها عند خطوبتنا، وقد كانت حمراء فاقعا لونها تسرّ الناظرين ؟ و عندما ضاقت عليك ارتديتها أنا، ولمّا تغيّر لونها وانفرط صوفها أخذت أسدّ بها تلك الهوة في الجدار، ولمّا انتقلنا إلى بيتنا الجديد لم أشأ الاستغناءَ عنها فأخذتُ أُنظّف بها الزجاج والمرايا، حتى إذا اهترأت واعتراها بعض العفن جعلتها أداة أُميط بها الأذى وأزيل الثّرى، ولكنّني منذ اليوم سأضعها على الرّف في المخزن؛ فهي لا تحتمل أن تبقى بلا عملٍ حتّى لو كانت طعما للفئران.

نيسان ـ نشر في 2019-02-17 الساعة 13:08


رأي: د. سالم الأقطش أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً