رحلة الضياع

نيسان ـ من القابعون تحت جسورك عمان.
من البائسون على أبواب قصورك يا بسمان. اليسوا من أشعلوا بدمائهم دفء رباك .واعلوا قصورك ايتها الشمطاء. قد أصبحنا فيك غرباء.
شباب الاكرمين القاهم العوز على أبواب لئامك. على أبواب لم نعرف لها بابا . على ابواب من حطت رحالهم من عناء التشرد والغربة والطرد الى التجنيس والتدنيس . وبذلنا لهم الطارف والتليد.
اليوم تقفون على ابوابهم تستجدون حقا والحق لا يستجدى . تصرخون من فقر وعمر ضاع سدى.
لستم وحدكم من يصرخ.. فقد صرختم علانية وفي الكهوف في الخرابات في البيوت البائسات انين وخوف وطمع كلاب وجشع خصمين في دودة.
انتم اول قافلة تحج قصور الهاشميين تصرخون جوعا وقد كنتم منزل الضيفان تنزلون الطرقات تغيثون الملهوف وتطعمون الجائع والفقير وابن السبيل. وتنصرون من تعرفون ومن لا تعرفون .أجاء بحق أم بزور.
تبيتون في العراء تحت السماء تلقي عليكم من بردها الشديد والمطر . صرتم وصرنا كعابر سبيل في ارضنا. تنهركم عساكر اللئام وقد كنتم تصولن دونهم بلا رجاء.
تتلحفون السماء ماطرة وتفترشون الأرض جارية..هناك تحت جسر.. على مرمى بصر من ضباع لئام يجوع ابناء الكرام تعسفهم الرياح والأمطار على مرمى من القصور .وانتم من ادخل الدفء والامن الى جوفها النجس. ابناء اللئام ابناء اللمم انكروا فضلكم ونسوا جوعا ضمدتموه يوما والتفوا في أحضان الغانيات والتحفوا الظلام. لا ينسى المعروف غير ابن الحرام ..وعلى كل مدفئة يجلس خسيس يشرب الحرام وينتشي بعذاباتكم. أإلى هذا الحد ينكرون الجميل .. لكن يداك اوكتا وفوك نفخ فانتظر يوما ولا تقل اين الوطن. تذبحونهم من الوريد الى الوريد وتلقون بهم الى عاديات الزمان وتقتلون فيهم الحلم والوطن وتقولون اين النشامى. عار عليكم أن كنتم تعرفون العار أن يبيت ابن الأردن تحت الزمهرير والمطر.. والطارئون والمتجنسون والانجاس ولا اقول اللاجئين - ينعمون بدفء الوطن وحمايته. عار عليك يا وطني أن تخرجني مئات الأميال ابحث عن حقي وانت انا لا انا انت ..
اليوم وصلت طلائع الجياع قصور عمان وان لم نفق. غدا سنكمل المشوار جميعا الى حيث السراب
وسنقول لمن القصور في ظلال الوادي .
بات شبابنا تحت الجسور في أوج الشتاء يبحثون عن لقمة خبز عند .... وهكذا تلد الأمة ربتها هكذا يفعل الجهل والولاء بلا وعي .. ناوشني كفك أيها المصفق ليبصق فيه ابنك الجائع الذي ينام تحت الشتاء عاري الظهر من فعل يدك القذرة. فقد ضاع الوطن