اتصل بنا
 

من أمين عمّان وعمدتِها إلى أنطونيوس باني المدرّج الروماني وقيصرها

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2019-03-01 الساعة 13:59

نيسان ـ المقامة العمروميّة
من أمين عمّان وعمدتِها إلى أنطونيوس باني المدرّج الروماني وقيصرها،
أما بعد :
فقد جاءنا مطرٌ اقتلع الشّجر، وأسقط الحجر، وجرّ المركبات والبشر.
فبعيد تكريم الفنّانات، بكت المزاريب والشلّالات، فجاء السيل على المحالّ والبالات، فلم يُبقِ شيئا إلا أخذه، ولا منهلا إلا اقتلعه، ولسان حال القوم يقول:
يا سيل درّجهن على مهلهن ... مديونين لنسدّد ثمنهن
وعتبنا عليك شديد، فلماذا لم تأمر العبيد ؟ ليفسحوا لنا في الطرقات، ويحفروا لنا الأودية والقنوات؟ لتصريف المياه، وإرشاد من تاه .
لقد غدا مدرّجكم مسبحا، وأضحت عمان كلّها مسرحا، يجوس الماء خلالها، وتغزو الأنهار أوكارها، فلم تبقِ ولم تذر، رغم تحذيرنا وتخديرنا للبشر، فبماذا تشير علينا يا حفيد هرقل ؟ فلقد استنفدنا كل حل، والمدينة أنت من أسّس لها، و رسم حدّها ورسّها، والمناصب نحن من تسنّمها، ولا بد من حلٍّ فيه رضى، فقد بلغ السيل الزّبى .
رد أنطونيوس الروم:
أيا عمدة عمان وأمينها، وبهرجها الخدّاع وسديمها، أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل... ما هكذا تُوردُ يا عمدة الإبل
لقد تماديت في الوقاحة، واستدعيتني بعد طول راحة، ففيلادلفيا التي بنيناها بسواعد الرجال ها أنت ذا تهدمها بالضرائب وجباية المال، وعندما بنينا المدرج الروماني كان محض أمنية من الأماني، وتكريما لمادريانوس ليمرح فيه الشعب، ونمارس فيه اللعب، فيتبارز الشجعان، ويتعلم الفتيان، وتغنّي القيان، وتصفو فيه العقول والأذهان، ولم يكن في الحسبان أن يأتي لصٌّ يُدعى أمين عمان، إذا لحصدنا ما زرعناه، وهدمنا ما شيّدناه، وتركناه قاعا صفصفا لا ترى فيه عوجا ولا أمتا، فسبحانه من ربط الحمار وتركك، وعن كل تدبير صرفك، فأنت أهدى من القطا في الضلال والتخبّطا، ولا تستدعني بعد اليوم من النوم، فعمان بالأمس غيرها في اليوم.

نيسان ـ نشر في 2019-03-01 الساعة 13:59


رأي: د. سالم الأقطش أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً