اتصل بنا
 

الاتفاق النووي الغربي الإيراني: على إسرائيل أن تطمئن فلا أحد يلعب بالعتمة

نيسان ـ نشر في 2015-07-14 الساعة 16:45

x
نيسان ـ

كتب محمد قبيلات

سؤال يستحق التفكير والتأمل بدل التسرع بجبر الجواب على الاصطفافات والاستقطابات السياسية العربية الراهنة. لا بل حري بنا أن نعود بالذاكرة الى قصة القنبلة النووية الباكستانية، ومشاريع أسلحة الدمار الشامل العراقية والليبية والسورية.
وقبل ذلك لا بد من أخذ الموضوع ببعده الدولي والتوازنات العسكرية على مستوى العالم، والتي هي موزعة اليوم بين أمريكا وأوروبا، وشرق أوروبا وغرب أسيا، ودول شرق أسيا والصين.
فدول العالم تقسم الى دول تمتلك أسلحة دمار شامل مثل أمريكا وروسيا والدول الأوروبية وإسرائيل والصين والهند والباكستان وغيرها، ودول تسعى لامتلاك الأسلحة النووية مثل إيران، ودول تستطيع تملّكها متى رغبت، وذلك لتوفر الخبرات والإمكانات العلمية لديها، كاليابان، أو لقدرتها على دفع ثمن وكلفة المشروع النووي المالية كالسعودية وغيرها، فيما لا تمتلك دول العلم الثالث الفقيرة الأسلحة النووية ولا تستطيع.
اللافت والمؤسف، أن النظام السياسي العالمي لا يجرم أو يمنع امتلاك أسلحة الدمار الشامل، إلا على الذين لا يملكونها، أما بالنسبة للذين امتلكوا عضوية نادي الرعب النووي، فمسموح لهم، بل هم من يحددون من يحق له أن يمتلك هذه الأسلحة ومن لا يحق له امتلاكها، ولا يتم ذلك بناء على أي معيار أخلاقي، بل هو مرتبط بتوازنات الرعب بين أعضاء النادي.
من المهم أيضاً أن نقول إن أسلحة الدمار الشامل لن تستخدم إلا في إطار خطأ ما، كون العداءات أو بذورها الموجودة هي بين أطراف تمتلك الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل عموما، أو هي ضمن محور أو تحالف أو من مناطق نفوذ أطراف تمتلك تلك الأسلحة، ففي حال استخدم طرف ما الأسلحة ضد آخر، فإنه سيتلقى الرد فورا، وكأنه استخدم هذا السلاح الفتاك ضد نفسه.
فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي، فإن أكثر ما كان يقلق إسرائيل هي الأسلحة الكيماوية لدى العراق وسوريا وليبيا، ومعروف كيف تخلصت إسرائيل منها خلال السنوات الماضية، وآخرها كانت الأسلحة الكيماوية السورية والتي تم تسليمها باتفاق ليس بالبعيد عن أجواء الاتفاق الغربي مع إيران.
من جانب آخر، ثبت أن الصورايخ قصيرة ومتوسطة المدى تُشكل رعبا أكبر لإسرائيل من أسلحة الدمار الشامل في حال توفرت، حيث أن هناك صعوبة بالغة في استخدام أي من تلك الأسلحة ضد التجمعات السكانية الإسرائيلية كونها مختلطة أو لصيقة بالمدن والبلدات الفلسطينية، ففي حال كانت هناك رغبة لدى أي دولة عربية أو إسلامية بتحرير فلسطين فإنها لن تكون بالأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فقط، فهناك من الأسلحة الكثير، والأهم هو أن يتوافر سلاح الإرادة.
ضمن هذه الأطر والتصورات، فإنه ليس من المنطقي أن تكون إسرائيل ضد البرنامج النووي الايراني الى آخر المطاف، وموقفها الحقيقي لن يتجاوز حدود موقفها من القنبلة النووية الباكستانية.
بل أن الاتفاق يصب في مصلحتها، حيث سيصبح النشاط النووي الايراني منضبطا وخاضعا لعمليات الرقابة والتفتيش الدولية التي ربما ستشارك بها إسرائيل.

نيسان ـ نشر في 2015-07-14 الساعة 16:45

الكلمات الأكثر بحثاً