اتصل بنا
 

عمان تتألم

كاتب اردني

نيسان ـ نشر في 2019-03-05 الساعة 09:40

نيسان ـ عندما كنا صغاراً كان اقصى طموح لنا هو الذهاب الى عمان , ننتظر الباص بفارغ الصبر بعدما أنهينا جميع الترتيبات وتأمين متطلبات زيارة عاصمتنا التي غنى لها ولأجلها أشهر الفـــــــــنانين وكتب لها أعظم الشعراء , كانت عمان تعني لنا الامل القادم والحب المستمر وطريقة الوصول إلـى العصر الحديث , لها رائحة في تلك الأيام تبقى عالقة الى أشهر ويستمر تناول كل لحظــــــــــــــــــــــــــة من لحظات وجودنا في عمان في ليالي السهر وحديث الليل , لحظة وقوف باص" ديرعلا " في محـــــــطة العبدلي تبدأ حكاية فرح لابد من شراء بعض الحاجيات البسيطة من العصائر وغيرها ؛ لبعد المسافة وتعرجات طريق العارضة المرهقة .
يكون الفرح غامرا لا ننتظر سرفيس " وسط البلد " في حينه نسير دون وعي , نمعن النظر بالمحال والسيارات ونشاهد حافلات النقل الخارجي , بداخلنا نستغرب هل تستطيع هذه الحافلات الوصول الى الكويت وبغداد والسعودية , كنا نتوقع هذه الدول الذهاب اليها فقط من خلال الطائرات , نستمر في المسير وتجذبنا الإشارات الضوئية وهي تعطي أوامرها للمركبات بالسير او الوقوف , للمــــــــــــــــــــحال التجارية الخاصة بالملابس شوق ؛ لنعرف موديلاتها وانواعها وأهم شئ اسعارها , مخيلتي كانت ان اغلى سعر للبنطال دينار ونصف او دينارين تنبهر بتلك الأسعار , عمان في ألق شوارعها نظيفة وقد تحدث لنا البعض بأن الزيارة لابد ان تبتدء من جبل اللويبده الممتلئ بالجمال ونخب المثقفين ومقاعدها المريحة .
هنا يكون الاحتفال على أصوله كما يقال , بعد هذا الجهد والمشي يكون قمة ما نتمناه هو الذهاب الى مطعم هاشم لتناول بعض الماكولات التي ذاع صيتها وتتوافق مع ميزانية هذا المشــــوار , اعتدت ان أكمل جلستي في مقهى السنترال وبيدي رفيقتي أينما حللت "جريدة الرأي ", بعد مقـــــــــــــــــــهى السنترال يكون لوسط البلد الوقت الكافي للتجول والتمعن بكل شئ به , الفنادق المقاهي محــــــــــــــــــــــــال الألـــــــــــــــــــــــبسة الاوروبية , يكون للوجوه المارة بقربك وتعابير الفرح او الحزن نصيب من أهتمـــــــــامي , يكون لعمان ووسطها روحانية تجبرك على أن تتنفس بعمق من أريج تاريخها , كل مبنى له تأريخ وعز وشــــــيد بعرق رجال أحباء نفتخر بما قدموا , بنيت عمان واستمرت نهضتها بسواعد أبطــــــــــــــال بحثت عن المـــــــــــــــــــجد والرفعة لم يدر بخلدها او هدفها فقط جني المال والشهرة وكرسي زائل , عمان كانت ملاذاً آمنا لكــــــــــل من تعبت روحه في بلده , لم يُغلق باب عمان بوجه كل من قصـــــــــــــــــــــــــــــــدها , احتضنت كل من قدم لرحابها , وكان رد جميلها بأن اخلص لها وبنى بنيان تغنى به الشـــــــــــــــــــــــــــــــاعر والأديب , عمان قدمت شكرها لــــــــــــــــــــــــكل من سأهم في نهضتها ورفع بنيانها ووضع أسمها على قوائم المدن الصديقة للإنسان والتأريخ .
عمان روح وريحان وتعب اجداد وميثاق حب لهذا الوطن , عمان كانت ترسم لنا مستقبل مشرق وبها صــــــناديد لأجلها تربع هذا الوطن وأنتشر عبيره فـــــــــــــــــــي بقاع الارض , عمان غنــــــــــــــت لها نــــــــــــــــــــــجاة الصـــــــــــــــــــــــــغيرة وفيروز وكتب لها شعراء , من هنا لن نسمح لكم بعد الأن ان يســـــــــــــــــــــتمر دمع عمان , بكت بشده عمـــان في سنواتها الأخيرة , اصبحت عمان طارده لزوارها ولم يعد يعشقها احبابــــــــــــــــــها , ادراجها اصبحت وحيدة وغريبه , اين صبية القلم وعشاق الورق عن عمان , عمان كل عام في غرق وتراجع وأضمـــــــحلال , لكل من ساهم في تراجع عمان عليك لعنة الله الى ان تقوم الساعة .
ناجح الصوالحه

نيسان ـ نشر في 2019-03-05 الساعة 09:40


رأي: ناجح الصوالحه كاتب اردني

الكلمات الأكثر بحثاً