يأس الحراكات وبؤس الحكومات!!

نيسان ـ ليس المطلوب أو المؤمّل أن يظل الحراكيون يتنقلون بين الدوار والجسر يجوبون موارد السمع والبصر عسى أن يحظوا بالتفاتة تستجيب لحلم معلق بالإصلاح السياسي او الاقتصادي تزهر لهم حريّة وخبزا ،وليس المطلوب أن تظلّ تجمعات الحراك أشبه بحلقات الذكر يطلب بها رواد الخميس " المدد" ثم ينفض سامرهم عن موعد للقاء جديد ،ولعلّ رواد الدوّار يدركون أن رواد الجسر لاينتمون إليهم حتى وإن حاولوا تبني قضيتهم ،وأن جزءا من هؤلاء لو طلب إليهم أن يشاركوا بفض اعتصام هنا أو احتجاج هناك لفعلوا دون تردد والدليل بيّن واضح ، فهم لم يتوجهوا للحكومة لحل مشكلتهم ، بل بحثوا عن الحلول السهلة ينتظرون مكرمة ملكية أو إطلالة لرئيس الديوان تأخذ بها دور الحكومة وترفع عنها الحرج الآني وتوقعها بحرج الولاية وغياب الخطط ، والأردنيون الذين انبروا لحل مشكلة معتصمي الجسر يشكرون على مبادرتهم "وفزعتهم" لكننا ندرك أن ماقاموا به لايمثل حلا حقيقيا للمشكلة بل يؤجّلها بصورة مؤقتة ،ذلك أن ماقاموا به يفتقرللمؤسسية والديمومة والمصادر المالية الثابته والنامية القادرة على الاستمرار ولا يغني عن حلول اقتصادية حقيقية مطلوبة من الحكومة بشراكة القطاع الخاص الذي يتهرب أغلبه من المسؤولية المجتمعية الحقيقية بحملات دعائية لاتسمن ولاتغني من جوع .
الحراك له مطالب واضحة مرتبطة بالاصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد والنهوض بالوطن في سائر المجالات وتدعيم الجبهة الداخلية لمواجهة أي مخططات تستهدفه ،ويجب أن تتمثل هذه المطالب ببرامج يتفق عليها الحراكيون وتعمل بها الحكومات .
والحكومات البائسة لاتملك حلولا ،ولاترغب بإصلاحات حقيقية ،وتتعامل معنا على نظام "المقاولة" كلما استنفذ رئيس جهده جاء خلفٌ له ليكمل دورة اللعبة "طاق ..طاق..طاقية "
الأردنيون الذين يتململون من هذا التردي لم يذهبوا إلى الدوار أو يقيموا تحت الجسر ،الأردنيون يكظمون الغيظ ويعضّون على الأصابع ...ويصبرون !!