العرب بين أطماع بني صهيون وأحلام بني صفيون
نيسان ـ نشر في 2015-07-15 الساعة 11:55
لطاما اعتبرهما العرب عدوين رغم اختلاف الديانات والايدلوجيات للبلدين الحاضنين لبني صهيون وبني صفيون. بدأت الحكاية مع بني صهيون (دولة الكيان الصهيوني) بعد أن أوجد الغرب لهم أرضاً لقيام دولتهم، واختيار أرض فلسطين لتكون حاضنة لهم.
حاول العرب الخلاص منهم ومقاتلتهم في الكثير من الحروب التي جمعت بين الطرفين، لكن الانكسار كان حليفهم، فمنذ صدور وعد بلفور وبدء الهجرة اليهودية الى ارض الميعاد كما يزعمون لم يتخلف الأروبيون والأمريكان عن دعمهم للنهوض بدولتهم دولة أسرائيل، وبدا عجز العرب عن مجابهتهم والخلاص منهم، فدولة الكيان لها خصوصية على المستوى الرسمي لدى الغرب وامريكا، حتى أن حلفاء العرب الكرتونيين منذ قيام دولة الاحتلال لم يكن لهم التأثير الواضح على القرارات التعسفية التي أتخذتها دولة الاحتلال ضد المقدسات وسكانها، وتعد الولايات المتحدة هي الداعم الأقوى والأكبر لدولة الكيان .
لم يخف رجالات إسرائيل وزعماؤها وجنرالاتها نواياهم وحلمهم بتمدد دولتهم، فهم يصرحون في كثير من مناسباتهم ولقاءاتهم عن حلمهم بقيام دولة أسرائيل الكبرى، فاعتماد اسرائيل على الاستيطان و تفريغ الأرض من سكانها الأصليين يقوض اي فرصة لحل الدولتيين على أرض فلسطين، وتغض الإدارة الأمريكية والامم المتحدة البصر عن الكثير من الانتهاكات الصارخة لدولة الكيان اتجاه الفلسطينيين العزل. تسعى الإدارة الإسرائيلية جاهدة لتحقيق دولتها الكبرى وتكون انطلاقتها من فلسطين ومن ثم الخروج الى خارج الحدود، ولعل اتفاقية السلام التي عقدت مع مصر هي الفاتحة الحقيقية لخروج الدولة وتمددها، فمصر كانت تمثل العائق الأكبر لدولة الكيان، لم تعش دولة الكيان في عزلة بل عملت على إنشاء العلاقات وفتح سفارتها بالعديد من الدول العربية المجاورة، وهناك اتفاقيات تجارية واقتصادية تجمعهم بالبلدان المجاورة، وما زالت تسعى جاهدة لكسب ود العرب، فالأحداث التي تمر بها المنطقة اعطت إسرائيل فرصة مناسبة لترتيب أوراقها ومراجعة مخططاتها.
لم تكن الإدارة الإيرانية بمعزل عن الأحداث القائمة في المنطقة، فبدأت إيران بوضع خطوط عريضة لاعادة أمجاد دولة فارس، سيما وأن قربها من الخليج العربي جعلها تفكر كثيرا بجدوى السيطرة على الخليج وعلى اهم معابر الماء فعمدت الى معاداة الإمارات من خلال الجزر الثلاث التي طال النزاع عليها، ومطالبتها بتسمية الخليج العربي بخليج فارس كلها أشارات ان للدولة نوايا خبيثة.
بعد قيام ثورة الخميني وربط السياسة الإيرانية وصبغها بمرجعية دينية، تحتكم الى ولاية الفقيه والتي بالأساس تعلن عداءها للعرب وخاصة العداء الطائفي والعقائدي تعمدت إيران الى قيام هلالها الشيعي والتي بفضله ستسيطر على دول الجوار، ومرد تأخر التحرك الإيراني لتحقيق حلمهم الى عاملين رئيسيين، أولهما؛ عمدت الإدارة السعودية الى ضرب الاقتصاد الإيراني بسياسة إغراق السوق بالنفط، حيث لم يشفع النفط المتواجد على الأراضي الايرانية لازدهارها، فتعرضت عملة إيران الى انتكاسات؛ ما أثر على اقتصادها، وثانيهما: الحرب العراقية الإيرانية فقد وقفت الادارة العراقية الراحلة سداً منيعاً ضد الحلم الإيراني وإخماده، ولم يكن للشيعة المقيمين على الأرض العراقية أي تاثير على السياسة العراقية المتبعة ضد إيران، بعد سقوط نظام البعث وجدت الإدارة الايرانية بيئة خصبة للتحرك بالعراق والانطلاق لتحقيق حلمها العظيم، فأصبحت إيران المتحكم الوحيد في امور العراق وبدأ أتباع ايران في شتى الأقطار العربية بالتحرك لخلخلة المنظومة، حزب الله يفرض حضوره في لبنان، والحوثي يسيطر على اليمن، وسوريا في اقتتال مستمر منذ اندلاع الاحداث ومقاتلو إيران يقاتلون الى جانب النظام السوري، واصبحت الإدارة السورية تحت عباءة ولاية الفقيه.
لا يخفى على الجميع ماهو الرابط بين بني صفيون وبني صهيون، فالإثنان يلتقيان في كثير من الأمور، أولها؛ تحقيق حلم التوسع على حساب العرب والسيطرة على الموارد المتوفرة فيها.
بقي ان نقول ان خطر بني صهيون واضح للجميع، فالعقيدة مختلفة وسيبقون محتلين وسيبقى الكفاح مستمراً للخلاص منهم.
أما بني صفيون فدينهم الإسلام وشعائرهم كشعائرنا، الا أن خطرهم أكبر لأن معتقداتهم لا تمت للإسلام بصلة ولأن عداءهم لنا طائفي وعقائديهم.