ليس مهما من الذي تعرفه بل المهم من الذي يعرفك !
أسامة شحادة
كاتب مختص في شؤون الحركات الاسلامية
نيسان ـ نشر في 2015-04-08
أتذكر أنى قرأت هذه العبارة كعنوان لأحدى خلاصات شركة شعاع للكتب الإدارية المتميزة، وهي تعتبر من القواعد الأساسية في العلاقات العامة وأسس النجاح الشخصي، وخلاصة هذه القاعدة أن جميع الناس أو كثير منهم يعرف المشاهير والمتميزون بغض النظر عن موضوع شهرتهم أو تميزهم، ولكن هؤلاء المشاهير والمتميزون دائرة معارفهم مهما اتسعت فهي محدودة، ولذلك التميز هو أن تكون ضمن دائرة معارف هذا الشخص المشهور والمتميز.
وهذا ينطبق على الأفراد والمؤسسات والهيئات والشركات أيضاَ، وفي الاتجاهين، فمعرفة المؤسسات والهيئات والشركات الكبرى لشركة أو مؤسسة أو هيئة أخرى صغيرة أو ناشئة تعد احدى نقاط القوة لها وتفتح أمامها الطريق والفرصة لتتقدم على مثيلاتها إذا أحسنت توظيف هذه المعرفة لصالحها، وهذه قاعدة أخرى مهمة في عالم العلاقات والإدارة والنجاح الشخصي.
ومن اللطيف أن قاعدة المهم من الذي يعرفك لا تقتصر على شؤون الدنيا، بل هي أيضاً تشمل عالم الغيب والآخرة، فالمسلم موكل به عدد من الملائكة منهم ملك اليمين الذي يسجل له أعماله الصالحة، ومنهم ملك الشمال الذي يسجل عليه سيئاته، فالمهم من الذي يعرفك أكثر من الملكين؟
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه (الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب): " أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء، عرفه في الشدة، وقد جاء أثر معناه: أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى، إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة، قالت الملائكة: يا رب صوت معروف، من عبد معروف. والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله، قالت الملائكة: يا رب، صوت منكر، من عبد منكر".
كما أن الأرض تشهد يوم القيامة لمن سجد عليها، فأكثر من السجود فإنك ستسعد بمعرفة الأرض لك يوم القيامة.
وأيضاً فإن الحجر الأسود سيشهد لمن حج أو اعتمر وقبله أو أشار إليه يوم القيامة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الحجر والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق"، رواه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان، وصححه الألباني، فهل أنت ممن يعرفه الحجر الأسود؟
فاحرص على أن يعرفك الله عز وجل وملائكته في مواطن طاعته، وأن يعرفك أهل الفضل والتميز الحقيقي.