اتصل بنا
 

القوم في السر غير القوم في العلن

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-03-26 الساعة 09:55

نيسان ـ مثلما يرفض ويستهجن النهج الدارج هذه الأيام.. القوم في السر غير القوم في العلن والمعمول به في نضالات الشعوب وصراعات القضايا العادلة لتحرير أوطان ولاسترداد الحقوق، علينا أن نرفض ايضا "تفاهمات تحت الطاولة ولانقبل ايضا تفاهمات فوق الطاولة"، أيا كانت الأسباب وأيا كانت المبررات ودواعي الصدام المفاجئ والتهدئة المفاجئة وفي النهاية اللاهث بحثا عن من يفك الاشتباك وعلى طريقة "إللي شبكنا يخلصنا" ، فهناك للعلم لأن هناك من ينسى أو يتناسى وجود دماء غالية وممتلكات عامة وخاصة أيضا غالية ودفع ثمنها غاليا تدمر وتهدر عبثا وهناك تهجير ونزوح بشري والتهديد بالاجتياح المفضي حتما لكوارث تلو الكوارث فما عدنا نتحمل ولم نحرر ونتزحزح عن مكاننا السابق قيد أنملة إن لم يزحفوا على ما تبقى أو يمنحون صكوك ملكيات أبدية واعتراف بالسيادة .
وحين نقرأ المعطيات نصل إلى وجود غايات رخيصة فهناك هرطقات شخصية ومناكفات وصراعات على النفوذ ومن له الشارع ويقود الشارع وصراعات جانبية يراد حسمها بتوريط هذه الجهة وتلك في حين القضية في عمومها وطهارتها لا تستوي معها عبثية السياسة ومزاجياتها ومزاوداتنا وخلافاتنا مع بعض وعلى بعض تحقيقا لمكاسب صغيرة لهذا الطرف أو ذاك وعل حساب المكاسب الكبيرة والعامة المتفق عليها..
يقتضى وبعد هذا الزمن من الصراع والنضال والشتات والانقسام والانقسام المضاد والحروب الداخلية، وما جرت من سفك دماء وسحل في الشوارع وويلات وتوليد زعامات وزعامات مضادة وسلسلة الاتفاقيات والمعاهدات والصفقات والارتماءات في الاحضان،.. ان نكون ويكون كل فصيل قد خرج وبعد هذه الخسارات والتجارب وبعد أن شبعنا مقولات كأننا" شعب ولادات" و"شعب لا يموت وشعب الجبارين" والشهداء، بينما الموت ذاته اكتفى وشبع منا، ان نكون قد وصلنا إلى اولى أولويات واولويات الشعب المقهور الجائع المطرود من وطنة ومن أوطان اللجؤ وحسمنا بجدية ان لا مناص من ان نعيد الحياة للمشروع الوطني في التحرر والاستقلال وانفاذ مشروعنا الوطني الاثير لا مشروع الكانتونات ومشروع الأوطان البديلة والمساومات البديلة والمزاودات ومشاريع الموت العبثي التى غدت ملاذ البعض من مواقف الصمود والنضال بكل اشكالهما المنسجمة اصلا مع مبدئية المواقف والقناعات ورسوخيتها.
فالاوطان وناس الأوطان لا يصنعون الخير فيها ولها ولا يشيدون المستقبل ويجلبون الخير لها، مادام ان أولياء الأمر فيها من ذوي الافق الضيق كضيق خرم الإبرة وأصحاب الإدارة والشان فيها غرقى في مستنقعات من الانانية وغرائز السياسة وأول غريزة منبوذة هى الوصول للكرسي و الاستئثار بالسلطة ودق الأعناق قبل قطع الارزاق.
وما في عمل وطني قومي يتقن وفق الأصول بينجح ويوصل للأهداف المرسومة النبيلة إذا نفذ بطريقة رب رمية من غير رام خصوصا في التحليل الذي ينطلق ويرتكز على معلومات واستقراء دقيق لنبض الناس وحقائق ما يدور في قلب الناس وعقلها وقراءات بين السطور وبتحييد المزاج.
هل نقول إن مشكلتنا في السياسة والنضال لاسترداد الحقوق ووضع حد لقهر الشعوب وجوعه غدت شائكة عويصة لما، ساد أهل النقل وانحسروا أهل العقل ولما طغت الأحلام والاو هام على حقائق الواقع فاستحكمت العبثية وساد ابطالها وجروا الأبرياء إلى مواقدها ومحارقها.
هل نقول انه أن الأوان أن نضع حدا للمتاجرة و المزاودة لان من يدفعون اثمانا باهظة من دماء الشباب والأطفال والشيوخ والنساء في النهاية لا بواكي لهم ومثال غزة حي يرزق تقاتل وحدها وتتصدى وحدها وتنزف وحدها وتدفن شهدائها وحدها وتضمد الجراحات وتنهض وحدها.
والأخرون إما شركاء أو أن كرمزوم العمالة متمكن من الضمائر فيشلها فيستعصي عليها النهوض من جديد فتستهين بالأرواح والدماء.

نيسان ـ نشر في 2019-03-26 الساعة 09:55


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً