اتصل بنا
 

وصفي التّل وعمر أبو ليلى

نيسان ـ نشر في 2019-03-29 الساعة 18:46

نيسان ـ يستطيع الفلسطينيّون استغلال الاحتدام التاريخيّ ، كما ويستطيعون مباغتة الواقع الذي باغتهم ، فالمستوطنات التي تُبنى بعد اجتثاث شجر الزيتون لا تقتل هذه الأشجار ، والرصاص الصهيونيّ الذي يئِز لا يُفتّت الجسد الفلسطينيّ ، الفلسطينيّ ليسَ أسطوريًا ، ولكن يستطيع أسطرة صراعه مع الاحتلال الذي ابتزّ التاريخ والأساطير لتبريرِ كل ما يجري الآن وما سيجري لاحقًا .

عمر أبو ليلى ، الذي استجلب لنا الجِبلة الوطنيّة التي نُهبت من واقعنا ، نخطئ إذا ما اعتقدنا أَنَّ بطولته هي تنفيذه لعمليةٍ أنقذت الوعي الفلسطينيّ من اليأس ، لأنَّ بطولةَ عمر هي تحطيمه جزءً من الجدارِ الوهمي الذي شيّدته المصالح الفئويّة – الطبقيّة ، لقد حطّم هذا الشاب الجزء الأصعب من هذا الجدار ، وترك ممر عبره لمن يريد أنْ يقتفيَ أثره الوطنيّ ، وسيحتفي التاريخ بمن يهدم هذا الجدار .

في رؤيتهِ للصراعِ العربيّ – الصهيونيّ ، لم يكتفِ وصفي التّل بالحديثِ عن الأخطاءِ والاخفاقات ، بل حدّد الأرض الحقيقيّة للمعركة أيّ " الجبهة الوسطى " وهي الجبهة التي قاتل منها عمر وغيره من المقاومين ، هذه الجبهة التي حشد لها التل واعتبرها الجبهة المناسبة لمعركةٍ مصيريّة مع المشروع الصهيونيّ ، وبنماذجٍ فلسطينيّةٍ تحقّقت واقعية الرؤية الوصفية في معرفتهِ الدقيقة للصراعِ مع الصهيونيّة ومشروعها الذي سيحبط ويفشل كلما برز عمر أبو ليلى .

نيسان ـ نشر في 2019-03-29 الساعة 18:46


رأي: كريم الزغيّر

الكلمات الأكثر بحثاً