اتصل بنا
 

السعودية تقدم مزيدا من البراهين بأنها بدأت تقود العرب.. وحماس أبعد من ملف فلسطيني

نيسان ـ نشر في 2015-07-16 الساعة 02:28

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

النظام السعودي في حقبة ما بعد الملك عبدالله لا يكل ولا يمل. الجماعة لا يسمحون لأنفسهم حتى بالتقاط الأنفاس، فهو يدرك أن المرحلة تاريخية، وأنها حساسة وأنها تتطلب رجالا بمستوى هذا التحدي.

لا يكاد يمر أسبوع إلا ويقع ما يؤكد ظنك؛ من أن عمليات انقلاب أبيض ليست سريعة، لكنها أيضا ليست هادئة تنفعل في الجسد السياسي السعودي وكأنها تريد أن تستبق ما كانت قد أهملته في الحقبة الملكية السابقة.

(حماس في الرياض) هذا هو العنوان الأبرز الذي يفترض أن يتوقف عنده المحلل طويلا وهو يستعرض حجم المتغيرات الجارية في سياسة "الحزم" السعودية.

ما هو ملاحظ إدراك المملكة جيدا لأهم مفاصل المنطقة، فتراها تحاور تركيا، وتعيد رسم خريطة العلاقات مع قطر كما يجب أن تكون، ثم وهي تفعل ذلك تجيد صناعة الدبلوماسية مع الانقلاب العسكري في مصر.

ليلة الخميس كانت المنطقة على وقع مفاجأة سعودية أخرى، قد لا يلتفت لها الكثير من السعوديين لكنها ليست اقل من كل المؤشرات السابقة التي تتحدث عن أننا أمام سعودية غير التي رأيناها في العقد الماضي. وكأنها استفاقت على فكرة قيادتها للعالم العربي مجددا.

لا ندري أن كانت الظروف السياسية في المنطقة ستسعف المملكة في تحقيق نجاحات سياسية إستراتيجية، إلا أن هذه النجاحات لو قدّر للرياض أن تحققها فنحن هنا نتحدث عن قيادة سعودية للمنطقة لعقود مقبلة.

ما زال الوقت مبكرا للوقوف على تفاصيل وحيثيات زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل، الأربعاء للعاصمة السعودية في زيارة رسمية هي الأولى منذ ثلاث سنوات، تستغرق يومين. وربما من فائض التحليل السياسي التوقف عند تفاصيل ما سيجري الحديث عنه بين الزعماء السعوديين وقيادة حماس، فبمجرد أن وضعت حماس قدمها في مطار الرياض ستكون الزيارة قد حققت أهدافها فما بالنا والحديث عن لقاءات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وتأتي هذه الزيارة على وقع ظروف سياسة معقدة، غير أنها أيضا تأتي بعد نحو العامين من إعلان الرياض لجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر حركة حماس إحدى فروعها "فرع فلسطين" حركة إرهابية.

زيارة مشعل الأولى هي الأولى منذ تولي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في بلاده، خلفًا لأخيه عبد الله بن عبد العزيز الذي توفي في 23 كانون ثاني (يناير) 2015، كما أنها الزيارة الأولى له منذ حزيران (يونيو) عام 2012.

(حماس في الرياض) تعني أكثر ما تعني للمواطن الفلسطيني في غزة أن طاقة نجاة بدأت تفتح له وقد باشرت الشقيقة الأكبر الانتباه إليه.

(حماس في الرياض) تعني أيضا أن المقاومة الفلسطينية نجحت في فك طوق الحصار السياسي عليها، وبعد أن كانت طهران المنفذ الوحيد لها، صار بالإمكان لحركة المقاومة أن تتنفس في بلد صحا اخيرا على من هو؟ وكيف يجب أن يكون؟

لكن ما يجب أن نحذر منه هو أن من الخطأ التاريخي الذي سترتكبه الرياض هو التركيز في مباحثاتها على ملف المصالحة رغم أهميته، فحماس يجب أن تكون للرياض أبعد من ملف فلسطيني.

نيسان ـ نشر في 2015-07-16 الساعة 02:28

الكلمات الأكثر بحثاً