الإخوان المسلمون يستقيلون من المسؤوليّة.. الأسباب الحقيقية

نيسان ـ أعلن رئيس بلديّة الزرقاء م . علي أبو السكر استقالته من منصبهِ ، خبرٌ مفاجئٌ في توقيتهِ وأسبابهِ ، إذ أَنَّ الاستقالةَ جاءت بعد حادثةِ قتل الطفلة " نيبال " ، و بعد الغرق الأخير حينما خان التفاؤل أبا السكر الذي قال أَنَّ الزرقاء المدينة الوحيدة التي لا تغرق .
ولكي لا تثير هذه الاستقالة التساؤلات ، فعلِّلت بأسبابٍ صحيّةٍ ، هذا التعليل الذي لاقى احترامًا وتقديرًا من قِبل المواطنين الذين رحبوا بتضحيةِ أبي السكر بمنصبهِ ، ولكن السؤال الذي يحاول أنْ يقتحم الفضول : لماذا الآن .. ولماذا لم يستقيلْ أبوالسكر عندما كان بوضعٍ صحيٍّ أسوأ بعد فوزهِ برئاسةِ البلديّة ؟! .
المُحدِّق في الواقعِ الأردنيّ ، لا يمكن أنْ تفرَّ من أمامهِ الحقيقة التي توضِّح أَنَّ وصولَ " أبو السكر " إلى هذا المنصب كان نتيجة تفاهماتٍ اقليميّة بعد تراجع العلاقات الأردنيّة – السعوديّة ، وهذا الوصول قد سبقه مشاركة الإخوان المسلمون في الانتخاباتِ البرلمانيّة 2016 ، وصمت الجماعة المطبق والتي تُصنِّف ذاتها " معارضة " ، وابتعادها المُريب عن الحراكاتِ الشعبيّة المطالبة بالاصلاحاتِ السياسيّة والاقتصاديّة ، بل وإجراء تسوياتِ سريّة داخل البرلمان ، مثال على ذلك : دعم ترشح أحمد الصفدي كنائبِ أول لرئيسِ المجلس مقابل ترخيص قناة اليرموك .
تحاول الجماعة النأي بذاتها عن الأخطاءِ التي قد تصيبها بسببها نصال النقد ، وهي جماعة تكتيكية – براغماتيّة ، فلذلك دفعت البراغماتيّة الإخوانيّة أبا السكر لتقديمِ استقالتهِ كي لا تُسبِّب الحوادث الأخيرة ( الطفلة نبال ، غرق الزرقاء ، الاخفاقات ) فشل التجربة الإخوانيّة في الزرقاءِ ، فيما تبرِّر الجماعة اخفاقات أبا السكر بعدمِ تعاون الدولة وأجهزتها أو بمحاولةِ إفشال الأخير ، وهذا الكلام قد يحظى بطابعٍ صدقيٍّ لكن لا يمكن اعتباره سببًا ، فالجماعة ذاتها اجتمعت مع الرزّاز الذي يعتبر ضمن الخصم الفكري للجماعةِ ، ولم يحدثْ ما يُعكِّر العلاقة بين الحكومة الليبراليّة والتيَّار الإسلاميّ .
لفهمِ السلوكِ الإخوانيّ ، يجب مراقبة التطورات الاقليميّة ، لأنَّ الجماعةَ لا تعمل ضمن دوافعٍ أردنيّة صرفة ، إنما وفق تسوياتٍ ، فهي ليست معارضة وليست حليفة للنظام ، وهي لا تتبنى القضايا الوطنيّة الأردنيّة إلا للهروبِ من تهمةِ الانتماء للتنظيمِ الأممي أي جماعة الإخوان اللاحدوديّة .