عن الحراك الشبابي والمعارضة

نيسان ـ منذ انطلاقة ما سمي بالربيع العربي صاحبه مجموعة من المسميات والمصطلحات والتي رافقت التحرك الشعبي في كل بلد بصورة مختلفة عن محيطها الجغرافي والاقليمي لخصوصية كل بلد .
و ظهر على سطح المعترك السياسي مصطلح الحراك الشعبي او الشبابي احياناً ..وهنا اتكلم عن الشارع الاردني . فهل الحراك الشعبي او التحرك غير المنظم في الشارع الاردني نوع من المعارضة ام انه عفوية ناتجة عن احتقان فكري لدى البعض؟ أم غضب فوضوي عفوى لدى الاكثرية من طبقة المهمشين او الذين يشعرون بالتهميش ممن حاولت المعارضة المنظمة استغلالهم بما يخدمها بصورة ما او يخدم الفكر الشعبي لمثقفي الشارع السياسي لأهداف تستخرج عند الحاجة؟ .
غير ان الحراك الشبابي والشعبي بالصفة والصورة الملموسة في الشارع الاردني لا يمثل بصورة ما اي معارضة فكرية حزبية، حيث يلحظ ان الحراك بعفويته الاندفاعية بلا أيديولوجية او برامج حقيقية تنم عن فكر مؤثر في جميع نواح الحياة يتطلع الحراك الى تطبيقها او حتى تمثلها في بعض الاشخاص الفاعلين او المؤثرين بالمواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية..
انما هي حالة من الاعراض المرضية التي اصابة الامة بالعموم فقلما نجد شباب الحراك يفرز قيادة سياسية او مرشحا لجهة من الجهات، فتسهم في إيصال الرجل المناسب في الوقت المناسب، خلافاً للمعارضة المنظمة والتي تسعى على الدوام للوصول الى اي موقع لها فيه اثر سياسي او خدمي او حتى اصلاحي .
فمتى يصبح الحراك الشبابي ذا نتاج واثر في تغير السياسات الحكومية او الفكر السياسي النمطي او الاشخاص بالصفة الادارية الرسمية؟.
اذا استطاع مثقفو الحراك ومنظروه إيجاد برامج تفرز شخصيات ذات ملكة فكرية وقدرة على المناورة السياسية والادارية لتغيير مفهوم الشارع الاردني من صفته العشائرية المؤطرة بأضيق الدوائر الى افقٍ اوسع رحب افق الاثر المنهجي المدروس للتغير دون عداء او استعداء فالمعارضة لا تعني عداء لاخر ولكن ترى ان الاخر لم ينجح في اصلاح المنظومة السياسة والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ...
قد تكون المعارضة اداة البناء في يد الاخر، فلا تكن معول هدم ..تطور الحراك الشبابي يحتاج الى اعادة النظر في فهم متطلبات المرحلة الراهنة وما نمر به من ازمات وضغوطات.