اتصل بنا
 

تعديل الرزاز...لعنة الأسماء وسيمياء العجز

كاتب صحافي وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2019-05-09 الساعة 21:24

نيسان ـ من خلال التعليقات على فكرة تغيير أسماء الوزارات تبين لي أن الناس ليس لديهم المعرفة عن أهمية الموضوع وبعد النظر الذي يتمتع به رئيس الوزراء ومن في دائرته من المستشارين والناصحين.
ترى النظرية السيميائية أن للأسماء قدرة شديدة في التأثير النفسي، فهي علامات ذات محمولات شعورية وعاطفية، وقد كان العرب يسمون أبناءهم أسماء قبيحة (جروان، وكلب، وأجرب، مثلا) من أجل الحماية، حتى لا تصيبهم العين والحسد، وأحيانا قد يدفعك الاسم لعمل أفضل، وذلك من باب التفاؤل والتشاؤم.
وبما أن الرئيس رجل رقيق وأنيق فلا بد أن تتناسب الأسماء مع سيمياء حركاته ولهجته ودفء صوته، فكلمة اتصالات وتكنولوجيا ذات معنى سلبي مختلف عن الاقتصاد الرقمي والريادة، وكذلك كلمة بلديات لا تصلح لزمن لم يعد أحد يعرف فيه بلده، وتحولت البلاد لمزارع خاصة، لذلك لا بد من اسم حضاري وأكثر رقة، وهو الإدارة المحلية، إذ من الممكن في حال فقدان السيادة أن نتحول لإدارة محلية تابعة لإقليم أكبر ضمن التقسيمات القادمة في المنطقة.
قد يبدو عند البعض أن الأسماء دلالة على الهروب من الإنجاز الحقيقي للاهتمام بالقشور، لكن في العمق هي تعبير عن سيمياء الحالة القادمة التي ستتغير فيها كل الأسماء، حتى يمكن أن يتحول اسم الرئيس في التعديل ما بعد القادم إلى" مدير عام رئاسة الوزراء" أو "منسق رئاسة الوزراء".
الأسماء يا جماعة مبحث يدخل في باب صناعة المستقبل، فلا تستهينوا به، فقد كانت ميزة آدم على غيره أنه تعلم الأسماء كلها، ويبقى أن نشير إلى ما قاله جوزيف حرب على لسان فيروز:
أسامينا .. شو تعبو أهالينا تلاقوها .. وشو افتكروا فينا
الأسامي كلام .. شو خص الكلام .. عينينا هني أسامينا.

نيسان ـ نشر في 2019-05-09 الساعة 21:24


رأي: د. يوسف ربابعة كاتب صحافي وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً