اتصل بنا
 

الأردن اليوم عندما تقع في مصيدة ' حريّة الصحافة '

نيسان ـ نشر في 2019-05-11 الساعة 15:07

نيسان ـ يواجه الإعلام الأردنيّ الاتهامات بفقرِ اللّبِّ ، ووهن القدرات ، وتطالب أجهزة الدولة هذا الإعلام بالمسؤوليّةِ عن وعيِّ المواطن الأردنيّ وعن الحقائقِ التي يجب الحفاظ عليها من التحويرِ ، وهذا يستدعي كضرورةٍ بديهيّةٍ " الحُريّة " التي تسمح بظهورِ الإبداع الإعلاميّ ، فالقضايا الوطنيّة أو الداخليّة هي الدافع الإبداعيّ والحديث عنها ليس إلا لاستيضاحِ ماهيتها وكوامنها ، وحكمًا عند طرح هذه القضايا يجب النأي عن الاساءةِ أو القفز على النصوصِ القانونيّة التي تُحدِّد هذه الحريّة ، مع الملاحظات الاعلاميّة على الواقعِ القانونيّ " المتزمِّت " .

قناة الأردن اليوم والتي تميّزت بمضمونها الإعلاميّ – الصحفيّ الذي يتبوأ فيها المواطن الأردنيّ وهمومه وقضاياه الأولويّة ، تُجابه السلوك التناقضيّ ، فهي عندما تمارس الحريّة تجد ذاتها داخل " معسكر اعتقال " ، فالحريّة مصيدةٌ للإعلامِ الأردنيّ الذي إذا ما أراد تحقيق الهدف من وجوده أصبح ينتهك القوانين ، ويتجرأ عليها ، فلم تبالغ الإعلاميّة رنا حمّوز فيما تحدّثت عنه ، بل واستطاعت هذه الإعلاميّة أَنْ تتناول القضايا الداخليّة بطرائقٍ جديدةٍ تختلف عن سابقاتها ، كما وأنَّ قناةَ الأردن اليوم تمكّنت من استلفت المواطن الأردنيّ عبر " الغوصِ " في اشكاليّةِ حياته وهمومه وأحيانًا بأسلوبٍ دُعابيٍّ يجعله ضاحكًا على هذه الهموم .

لا يمكن أنْ نُقلِّل من أهميّة القضايا الأمنيّة ، أو الاستخفاف بها ، لكن ما تناولته الإعلاميّة حمّوز لا يمكن اعتباره " تجاوزًا إعلاميًّا " ، وإذا ما كان تجاوزًا فيجب التعامل معه برباطةِ الجأش والهدوء المسؤول ، رغم أنَّ هذا التعامل هو من الحقوقِ التي من الضرورةِ أَنْ يحظى بها الصحافي أو الإعلاميّ ، فالحريّة التي لا نستطيع ممارستها لا حاجة لنا بها ، والإعلام الذي تُطالبه أجهزة الدولة بالمسؤوليّةِ والمصداقيّة يجب أَنْ لا تضع له المصيدة عندما يمارس حريته وأفكاره .

نيسان ـ نشر في 2019-05-11 الساعة 15:07


رأي: كريم الزغيّر

الكلمات الأكثر بحثاً