لاجئو الزعتري يستقبلون العيد بدعوات العودة لبلادهم
نيسان ـ بترا ـ نشر في 2015-07-18 الساعة 13:04
استقبل اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري عيد الفطر السعيد بأيد رفعت أكفها الى الله عز وجل ضارعة أن يحل السلام على بلادهم ، والعودة اليها قريبا .
وغلب على مظاهر العيد طابع اليوم الاعتيادي مثل باقي ايام السنة لدي عدد من اللاجئين السوريين ، الا أنها لم تخلو من عبارات المعايدة التي يتبادلونها فيما بينهم وسط فرحة منقوصة وغصة في القلب لافتقاد الأحبة والوطن ، وتجد أطباق الحلويات والألعاب متوفرة في معظم المحال في المخيم، رغم عدم قدرة الكثيرين على شراءها .
الطفلة فوزة، التي لم تفارق شفاها الكرزية البسمة، قالت لوكالة الأنباء الأردنية ( بترا) أنها انتظرت هذا اليوم "رغم عدم وجود ملابس جديدة حتى أذهب الى منطقة الألعاب، وأنا أحب العيد وأتمنى أن يأتي في المرة المقبلة وانا في بلدي سوريا ، انه أجمل هناك ". وتقول أم سماح ان من عاداتنا ان ننشغل في أواخر رمضان باعداد الحلويات وبكميات كبيرة بكونها غير مقتصرة على العائلة انما بمجموعات كبيرة من سيدات الحي بالتنقل بين البيوت لمساعدة بعضنا البعض ، والتي اعتبرتها طقوس واجواء تقليدية لادخال البهجة وتوفير جو من الألفة ما بين الاهل والاقارب والجيران .
وتضيف أم سماح لـ ( بترا) " حاليا نعيش أجواء العيد في المخيم ونستعرض محتويات المحال التجارية ليس للشراء انما للتحسر على الماضي واسترجاع المواجع والتطلع الى رؤية أهلي واقاربي وحياتي التي بعثرتها آلة الحرب والدمار" .
ويقول أبو محمد اننا نلتقي خلال العيد مع اخواننا في المخيم للتحدث عن أحداث الحرب في الداخل السوري وواقع حياة اللاجئين في المخيم والأمنيات بلقاء الأبناء والآباء والاخوة والجيران والحياة في "سوريا الأم " وحضنها الدافىء لأبنائها.
ويشير المعلم مصطفى أبو نقطة الى ان المخيم عاش اجواء استقبال العيد في الأيام الاخيرة من رمضان وخاصة في فترة المساء بعد الافطار لتصبح حركة الناس اكثر كثافة ، وسط اصوات اصحاب المحال للترويج للالبسة والالعاب ، مع العلم ان هنالك الكثير من العائلات غير قادرة على شرائها لعدم وجود المردود المادي.
وتبين الشابة رانية ان ظروف المخيم ليست كالسابق ، وخاصة مع قلة التبرعات والمساعدات ، مشيرة الى اعتماد اللاجئين على القسائم الشرائية التي لا تفي بالغرض كونها محدودة ، لافتة الى اسلوب المقايضة بين سكان المخيم ( سلعة مقابل سلعة ) لتسيير الأمور ، و"التأقلم في حياة لم نكن في استعداد لعيشها" .
أما أم محمود فتوضح انها لم تستطع صنع حلوى العيد لعدم توفر التجهيزات المطلوبة لصناعته وارتفاع أسعار مستلزماته ، داعية الله ان تنجلي الأزمة وأن تعود الى بلادها.
العيد في مخيم الزعتري رغم قساوته الا ان اجوائه ظاهرة ، وحتى وهي منقوصة ، فهي فرصة يجتمع فيها الاقرباء والجيران في 12 قطاعا متوزعا في ارجاء المخيم، الذي يقطنة ما يقارب 81 الف لاجىء سوري.