اتصل بنا
 

يا مصر قومي وشدي الحيل

نيسان ـ نشر في 2015-07-18 الساعة 20:58

x
نيسان ـ

كتب محمد قبيلات

تتردد عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن أنه سيتم تنفيذ أحكام الإعدام بحق قيادات من جماعة الإخوان المسلمين، بعد انقضاء عطلة عيد الفطر، ويقول مطلقو تلك الأخبار أن هناك وساطات من الوزن الثقيل؛ عربية ودولية، تدخلت لمنع أو تأجيل تنفيذ الإعدام من دون فائدة.

وحسب وكالات، يقول المدون والناشط السياسي وائل عباس أن حكم الإعدام سينفذ ضد محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، ونائبه خيرت الشاطر بعد انتهاء عيد الفطر.

عباس أكد في تدوينته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك'، نقلا عن مصدر لم يسمه، إن 'تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق بديع والشاطر سيتم بعد العيد، خلال أيام في أحد السجون بطريق الإسكندرية'، مضيفا، بالنقل عن نفس المصدر أن 'الملك سلمان ومسؤولين جزائريين وتوانسة توسطوا لتأجيل تنفيذ الإعدام'.

وكانت ترددت أخبار كثيرة عن توافر النية لدى صنّاع القرار في مصر لتنفيذ الأحكام بالإعدام الصادرة ضد قيادة جماعة الاخوان، وألمح الرئيس السيسي في لقاء تلفزيوني للمعتقلين من قيادة الأخوان بأنهم يعطون الأوامر من وراء القضبان بتنفيذ عمليات إرهابية، وأنه لا بد من الإسراع في إجراءات القضاء، في إشارة مبطنة للرغبة في الانتقام بتنفيذ الأحكام ضد المحكوم عليهم من الإخوان.

الأجواء في مصر بشكل عام متوترة، وباتت التفجيرات والاشتباكات في القاهرة والمحافظات، والعمليات الإرهابية في سيناء والعمليات العسكرية هناك، أحداث يومية، ما يشي أن معركة كسر العظم بين السيسي والاخوان بدأت؛ ما يهدد أمن المحروسة ومستقبلها، ويدخلها في دوامات وحمامات من الدم.

منذ الثورة، اختطف الإخوان تفويض الشعب الثائر في الساحات، بينما اختطف والعسكر تفويض مؤسسات الحكم ودولة الفساد العميقة، فبدأت حالة صراع مستميتة بينهما على السلطة، من الواضح أنها ستأكل الأخضر واليابس، وأن في آخر حساباتها - إن وجدت - مصلحة الشعب والدولة المصرية.

أول ضحايا هذا الصراع، هي سمعة وهيبة القضاء المصري، الذي تعجلت هيئاته القضائية بإصدار أحكام بالإعدام ضد المئات، وفي جلسة واحدة، ليتبين فيما بعد أن بعض المحكومين متوفون ومنذ سنوات أو كانوا مسجونين لدى النظام السابق وتوفوا، ما جعل التشكيك من جهات دولية بدقة الأحكام وصحتها، محل وجاهة، بينما تساءل أكثر من مختص على مستوى عالمي، عن مدى صحة الحكم بإعدام أكثر من خمسمئة شخص في جلسة واحدة في إحدى محاكم جنوب القاهرة.

مصر اليوم التي "بناها حلواني" حسب أغاني الفاجومي المصري، مهددة أن يهدمها العسكر، فهل من فرصة لإعمال العقل المصري، الذي حافظ على المحروسة بهية على مدى آلاف السنين؟

نيسان ـ نشر في 2015-07-18 الساعة 20:58

الكلمات الأكثر بحثاً