اتصل بنا
 

معارك الكل العربي

نيسان ـ نشر في 2015-07-20 الساعة 10:35

نيسان ـ

يمكن القول ان مشهد الشرق الاوسط الجديد بات واضحا، وغير بعيدا في ظل مجمل تداعيات ومعطيات تقام كلها على حساب هذا العالم العربي الذي بات مدججا بكل مقومات الخراب والتفتت والانشطار الى اضعافه واكثر ,

وان ما كان مدروسا حول مستقبل الشرق المتوسط الدامي والمنعدم بات قاب قوسين او ادنى من حدوثه ,

وان ما هو قادم يفوق ما يحدث الان من عبث ودمار وانتحار بالمجان ,

لن يكون اتفاق دول ال 5+1 وايران النووي اخر المسامير المدقوقة في النعش العربي، بيد انه الاشارة الواضحة لشكل مرحلة ستأخذ العالم العربي الى قطاعات لا قوة لها ولا قوام، هذا ما يمكن ادراكه بلا زيادة او نقصان وبدون اي التفاف على ما يحدث فعلا في سياق تصدير الازمة عبثا وفراغا وهبلا.

وما يمكن ان نفهمه في خضم ما يحدث هو قطعا ما يلي :

1- بداية نظريات التفكك الامريكي الشرق اوسطي وخروج امريكا من المنطقة واعطاء " قفاها " لدول العالم العربي الصديقة جدا فيما مضى، بعد ان اكتفت ذاتيا من حاجتها للنفط العربي، وبعدما ساهمت منذ سقوط بغداد - اولى مشاريع تفتيت المفتت- الى تحويل الدول العربية الى قطاعات ضعيفة لا تستطيع ابدا ان تحمي نفسها من عدو خارجي ايا كان ومن عدوها الداخلي - الجهل والديكتاورية ومحاربة الحريات العامة والسياسية والفساد الطاعن وبطالة الشباب والى اخره من عوامل هدامة للبناء السياسي والاقتصادي لاي دولة - مما يعني دولا لا يمكن التحالف معها او الدفاع عنها وعن امنها السياسي.

2- اعادة فرز واضح لموازين القوى دوليا واقليميا وثنائية صعود دول بشكل يجعلها قوة عظمى وسقوط اخرى، مما يعني تحول واضح في الجيوسياسية كليا وكل هذا على حساب العالم العربي وانظمته وشعوبه ومقدراته وثرواته ومرورثه القيمي والاخلاقي وحضاراته التي شنقت نفسها بنفسها على قارعة الرجعية والتخلف والانحطاط.

3- انشطار دول العالم العربي الى دويلات قائمة على اسس اثنية مذاهبية وعرقية وجهوية، تتقدمها انماط حكم تطل برأسها بنظام اوتقراطي معقد ذات غلاف ثيوقراطي، الامر الذي يعني تناحر هذه الدول فيما بينها واقتتالها والانقضاض على اخر ما تبقى من جغرافيا وتاريخ ومقدرات لهذه المنطقة التي هي على موعد مع الموت المطلق.

على ضوء ما سبق ,

فان ما هو ات وقادم هو، حرب الكل العربي، بمعنى حرب لجميع الاطراف مستثناة منها الاحتلال الاسرائيلي، لا خاسر فيها ولا فائز، ولا طرف ضعيف ولا قوي، انما استنزاف للكل مع كل ما يصاحب ذلك من اعادة ترسيخ للايدولوجيا بانواعها، وتحويل الانسان العربي لمشاريع انتحار جماعية، وكي وتجريف الوعي العربي الجمعي، واخراج العقل العربي من كافة اعتباراته وصوره التاريخية والحضارية .

نيسان ـ نشر في 2015-07-20 الساعة 10:35

الكلمات الأكثر بحثاً