ماهر عطيوي الهواوشة .. لا تسأل كيف قتل.. بل كيف عاش؟

نيسان ـ

إبراهيم قبيلات

ليس من المهم أن تعرف متى ولد، لكن بالتأكيد عليك أن تسأل: كيف عاش؟

هو قصة القصص، جرحنا الغائر ، وهو المختصر لما نريد قوله.. هو منّا وإنْ كان طاهرا.... فشكرا لكم يا سادتي هو لا يرجو مُنْكَرا.

حسنا، دعونا من الشعارات.. والانتصار لها فليس هناك الكثير من الكلمات التي يمكن الحديث بها عن الحياة القصيرة لشاب كان يدعى ماهر عطيوي الهواوشة.

ماهر في المناسبة قتل. كان ذلك قبل نحو الشهر. ماهر لم يكن قائدا عسكريا ولم يكن صاحب بلاغة في الخطاب حول الإصلاحات السياسية مثلا. لكنه كان رجلا.

ألم تره كان كلما نوديت الرجال التفت. كان يدرك أن تلك المفردة تعنيه دوما. كيف لا وقد تربى وسط جبل من حَمْدٍ، توزن فيه الرجولة كما يزن الناس الذهب. إنها ذيبان.

كان يريد للحياة أن تمضي كما نريد نحن، سوى أن له فيها شرطا واحدا؛ أن يعيشها بعدالة.

ليس من المهم فوق أي تراب قتل في سوريا، حيث كان يقاتل أشد الظلم .. وليس مهما ايضا أن نعرف متى ولد، يكفي أن مثله وُلِدَ.. كما ليس من المهم أنْ نعرف كيف عاش، يكفي أنه عاش عزيزا ومات بطلا.

"ماهر" لم يدم على وجه هذه الارض كثيرا .. هي مجرد 24 ساعة عاشها، وهو يسمع تواطؤ العالم بأسره على أمته.

في المناسبة عندما نقول "العالم بأسره" .. دعونا نحمّل الكلمات ما تحمله في لسان العرب دون أن نجري في ذلك مجرى المبالغة، فكل المبالغات في هذا السياق أقل مما يحمله الواقع.

في صباح يوم جميل لا ندري إن كان شعر أنه الاخير على وجه هذا الظلم، واصل ماهر قتاله الظلم حتى قيل له: أما آن للبطل أن يستريح.. فاستراح.

لـ "ماهر" حياة هي في بضع سنين، لكن ماذا تصنع السنون في حياة المعمّرين الذين يولدون ويعيشون طويلا .. هكذا مثل كائنات دودية زائدة عن الحاجة، ثم يموتون بعد أن تحولوا الى عبء حتى على أبنائهم .. وهم الذين كانوا يحرصون الاحتفال بيوم ميلادهم كل عام .. وكأن شيئا مهما للغاية قد وقع في ذلك اليوم.

هو جرحكم الغائر..

هو منكمُ وإنْ كان طاهرا....

فشكرا لكم يا سادتي هو لم يرج مُنْكَرا

في حقبة ما, عندما تمكّنت المخططات العالمية من سوريا وتمكن منها الأسد فقتل من قتل وعذب من عذب وشرد من شرد. كان ماهر مستعدا، سوى أن القدر قال له: يكفيك يا ماهر لعلك تستريح قليلا. فاستراح.

طب سعيدا هانئا يا أبا ماهر. فابنك هو ماهر عطيوي الهواوشة.