الجيوبوليتيك لا تليق إلا بنا ...
د. الهام العلان
أكاديمية أردنية
نيسان ـ نشر في 2015-04-09
يدفعني الحنين للكتابة الأدبية كلما حشرتني السياسة في الزاوية... وما أمسك قلمي وأخط حروفي حتى يُطل علي راتزل وماكندر وغيرهم من منظري الجيوبوليتيكمهرولين مرددين: نحن هنا ولا سبيل للفسيفساء الدولية إلا بنا... أُحاكيهم أقارعهم هنا فُسحة لغوية ولا مجال للدردشة السياسية ... أغلب على أمري وأبدأ مع الجغرافية السياسية...
وهنا الجيوبوليتيك تُشير إلى تحليل الجغرافية السياسية وتسخيرها للدولة ضمن معايير معينة من ضمنها العلاقات الدولية... ويعتبر الأردن من الدول التي تعاملت مع هذا المجال بحرفية عالية من خلال تطوير علاقاتها الإقليمية والدولية لخدمة موقعها الجغرافي على أساس أنها من الدول التي تصنف ضمن الجغرافيا السياسية دولة صغيرة ولا تمتلك مقومات الدولة القوية المتمثلة بالموقع والمساحة والسكان والموارد وغيرها من مصادر القوة...إلا أنها برعت في مجال العلاقات الدولية من منطلق منظر الجغرافية السياسيةريتشارد هارتشهورن بمدى أهمية العلاقات الدولية في إبراز قوة الدولة، حيث اعتبر أن الدول بطبيعتها تحمل بين طياتها اختلافات وتشابهات إقليمية تشدها إلى بعضها وتجعل المصالح هي الهدف الأسمى للعلاقات الدولية...بالإضافة إلا أن الاردن استفاد من الاتجاه الجديد في تطور الوحدات السياسية وتقويتها بناءاً على مفهوم الجيوبوليتيك المبني على التحالف والتوافق مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وتصنيف الأردن كدولة نامية أو صغيرة لعب دوراً في إمكانية تطويرها وجعلها قوة من الممكن أن تلعب الدور الذي يُراد لها أن تلعبه أو هي تريد أن تلعبه بالنسبة للمصالح المشتركة إقليمياً ودولياً للوصول إلى أهدافها واستمرار وجودها...لهذا الجيوبوليتيك لا تليق إلا به ...
إلا أن المفارقة أنه يتعامل مع إقليم وشعب حسب الجغرافية السياسية كما اتفقنا... فالإقليم وما حوله ضمناه أو كما يقال "في الجيبة"... طيب "الشعب" ما مصيره !
جغرافية قلمي ترى أن الشعب يريد الحياة الكريمة بغض النظر عما يجول في دهاليز الجغرافية السياسية ونظرياتها... وتُصر على أن هذا الشعب لا يليق به إلا هذه الأرض الطيبة... بغض النظر عما يعرفه ولا يدركه من صالونات وكريدورات الاتفاقيات السياسية...الشعب يريد عبقاً من نسائم الحرية ليس إلا يا مخططي الجغرافية السياسية...