اتصل بنا
 

التعليم الى اين؟

نيسان ـ نشر في 2019-07-07 الساعة 16:46

نيسان ـ منذ اعوام تقريباً وحديث الشارع والحراك منصب فقط على الإصلاحات السياسية بالدرجة الأولى ومحاربة الفساد وخاصة ما يتعلق بنهب وسرقة المال العام .
أما الحديث عن فساد منظومة التعليم في المملكة بشقيه المدرسي والجامعي فما زال مهملاً لغاية ألان.
والفساد التعليمي من اخطر أشكال الفساد كونه يخرج أجيال لا تؤمن بمصلحة الوطن وتنساق وراء موجة المصالح لان الطالب يكون قد اجتاز مرحلة الثانوية العامة دون عناء أو جهد فيصبح لقمة سائغة للانحراف بكل أنواعه .
والحقيقة كنت قد كتبت في السابق مقالاً حول إصلاح التعليم في الأردن ولكن لا حياة لمن تنادي .
لقد انهارت هيبة امتحان الثانوية العامة في البلد بعد أن أصبحت الجامعات الرسمية والأهلية تعج بطوابير الناجحين في مختلف التخصصات ولكن بمعدلات وهمية لا تمثل بالحقيقة جوهر التخصص.
وما ان دخل رأس المال ومفهوم خصخصة التعليم والدروس الخصوصية والمراكز الثقافية الى السوق الاردني بدأ ظهور علامات الاستفهام حول الخريج الكفوء فمن يملك المال يستطيع اختيار المدرسة او الجامعة التي يريد وان يحصل على الشهادات وبتقدير لايقل عن جيد جداً مادام الصراف الآلي يعمل .
فالكثير من خريجي الجامعات الخاصة والذين دخلوا بمعدلات قبول متدنية مقارنة بالجامعات الرسمية تخرجوا بتقدير امتياز بينما اوائل المحافظات في الجامعات الحكومية تخرجوا بتقدير مقبول او جيد الامر الذي افقدهم فرصة العمل جراء سياسة المنافسة والنقاط التي يعتمدها ديوان الخدمة المدنية
والتعليم في القطاع الخاص لا يختلف كثيراً عما يدور في أروقة التعليم الحكومي فهو أيضا وكر كبير من أوكار الفساد بعد أن وضع المصلحة المادية والحصول على اكبر قدر ممكن من الربح في مقدمة أولوياته .
الفكرة التي أريد إيصالها للقارئ أن هذا الجيل الذي مارس الغش سيصبح يوما ما وزيراً أو أميناً عاماً أو أستاذاً أو ضابطاً في القوات المسلحة أو موظفاً في هيئة مكافحة الفساد فتصوروا عندها ماهو حال الدولة .
ان دخول مفاهيم الواسطة والمحسوبية الى سياسة التعليم اضافة الى النيل من كرامة المعلم جراء قوانين الانفتاح والديمقراطية التي خدمت الطالب كلها عوامل كانت بمثابة البذرة الاولى والارض الخصبة لنمو افة الفساد التربوي لاسيما ان الكثير ممن حصلوا على الشهادة العلمية بهذة الطريقة اصبحوافيما بعد قادة المجتمع.
ولحصر او استئصال هذا السرطان فان وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي اضافة الى تكاتف الاهالي ومؤسسات المجتمع المدني معنيون بالعمل يداً واحدة للحفاظ على مكتسبات التعليم وتخريج الاجيال المنتمية والغيورة على وطنهم لا اجيال يعتبرون الكسب من بلدهم يصب في سياسة الشطارة والفهلوة .
ورغم الصورة القاتمة لما سبق فقد امتازت المملكة ومنذ عقود بجودة مخرجات التعليم بشقيه المدرسي والجامعي وهذا ليس غريباً او مدحاً فمدرسة السلط خرجت الكثير من رجالات الاردن الذين كان لهم بصمات على الصعيدين الداخلي والخارجي وضّحوا بمكتسباتهم الشخصية ليكون الاردن الاعلى والاغلى دائماً .
فمنظومة التعليم ولغاية حقبة التسعينات كانت مثار اعجاب القاصي والداني حتى ان دول الجوار كانت تفضل خريج الجامعات الاردنية جراء عملية الفلترة الصعبة التي يمر بها الطالب للحصول على الشهادة الجامعية الاولى .

نيسان ـ نشر في 2019-07-07 الساعة 16:46


رأي: أمجد السنيد

الكلمات الأكثر بحثاً