اتصل بنا
 

الجنرال الحمود.. لا تتواضع فالأصل صار استثناءً يا رجل

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-08-30 الساعة 15:03

الجنرال الحمود.. لا تتواضع فالأصل صار
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...تحت عناوين كثيرة داعبت مواقع الكترونية الجنرال مدير الأمن العام، اللواء فاضل الحمود بعد أن ظهر في صور على الفيسبوك، مستجيبا لتعليمات الفنادق في تفتيش الزائرين .
ظهر الجنرال رافعا يديه ليتمكن رجل الأمن من القيام بواجبه داخل أحد فنادق عمان؛ فاحتفل الناشطون وفاضت صفحاتهم بالشكر والثناء، ثم سارت على دربهم مواقع إلكترونية واحتفت بسلوك الجنرال، الذي يرفع يديه أمام مستجيباً للقانون.
صار الأصل استثناء، وتبدلت المعايير والأولويات بعد أن تبدلت جلودنا وقناعاتنا.
باختصار شديد، الصورة طبيعية وأكثر من عادية في بلد لا يمل مسؤولوه من الحديث عن المؤسسية ودولة القانون والعدالة الاجتماعية.
ما يريد قوله البعض على استحياء ان الرجل متواضع، ويمتثل للقانون من دون أن يغرف من وعاء الفشخرة والسادية الأردنية، بشقيها الرسمي والأمني، وحتى العشائري.
هذا صحيح، فثقافتنا "ستكهولمية" في معظمها، ونجنح بتكويننا الى تضخيم الاشياء الصغيرة، وحث المسؤول على العجرفة والتكبر ثم نلومه على تكبره وعنجهيته.
ألم نغضب قبل أيام من فعلة وزير الصحة ونقله موظف مختبر؛ لأنه تجرأ وناقش "معاليه" بظروف المختبر وحاجته للنفض ورفع مستوى الخدمات فيه؟.
مرّ من تحت مجهر أمن الفندق عشرات الألاف، وسيمر آخرون لكنا توقفنا عند مشهد الجنرال الحمود، وكأننا نقول له لا تتواضع يا رجل..نريدك تزمجر في الممرات، ونريدك مزنّراً بالحرس والفوقية، ففي داخلنا استنكار لعملة الموظف.. الجنرالات والسادة لا يتفتشون مثلنا .. وفي داخلنا أحد يسأل : كيف يجرؤ موظف الفندق على تفتيش الجنرال؟.
لماذا نعمل من الحبة قبة ونحتفي بها بوصفها حدثا جزلاً يستدعي الشكر والثناء؟. الحمود مواطن قبل يصبح باشا، وسيعود لمواطنته، فهلا كففنا عن النفخ والتهويل؟.

نيسان ـ نشر في 2019-08-30 الساعة 15:03


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً