إسراء غريب...يموت الحالم مبكرا

نيسان ـ تضج مواقع التواصل الإجتماعي وأصبحت تغريدات التويتر نواحاً بإسم (إسراء غريب) لم تمت هذه الفتاة الجميلة المحيا، ناعسة العينين متوردة الخدين جراء قصف إسرائيلي او إثر عملية إنتحارية او إثر تسرب للغاز في أحد المطاعم، ولم يكن السبب أيضاً السرعة الزائدة على طرقاتنا التي لا تصلح للقيادة، فليس للطريق الصحراوي دخل في هذه الجريمة أيضاً.
قتلت إسراء تحت التعذيب من أفراد أسرتها الأشاوس الأبطال المغاوير، الذين ذادوا عن شرفهم ودافعوا عن دينهم بقتل نسمة رقيقة بقتل ياسمينة تنثر شذاها في منزلهم الكئيب.
يموت الحالم يا جميلتي مبكراً كما الفراش، لأنه أول من يهرول نحو الضوء البعيد.
بأي ذنب قتلت؟! هل للجريمة شرف؟! أي دين يربت على أكتاف هكذا مجرمين؟! أي خطيئة تمحوها خطيئة؟!
لن أخوض بتفاصيل القصة التي ألمتني حد البكاء، فقد قرأتم ما حدث، وربما شاهدتم صورها التي يتداولها الكثيرون، ولكن أي قدرة على التفريط بهكذا ضحكة بريئة وإبتسامة تثير في قلب من يراها خواء، صغيرتي إسراء إحتضنكِ الموت كعادته كمدمنٍ يدخن آخر نفس في سيجارته، ولا بد أن يحتضن حبل المشنقة كل الرجعيين والمتخلفين والمستترين خلف دين وشرف، سيحتضن من فرطوا بكِ.
على الهامش؛ بعد أن قتلها إخوتها وزوج أختها، هَمَّ أخوها ورفع تلفونه وإتصل بصديقته ليشكو أخته التي وضعت ( رأسهم بالطين) لأنها أرادت ان تتعرف على رب أسرة كانت ستنشئها معه بعلم أمها وبوجود شقيقته، كان يشكو أخلاق أخته ويتمنى أن تكون الحبيبة بجانبه ليحتضنها قليلاً، قبل أن يهم بأخذ شاور لينظف نفسه وثيابه من دم طاهر زكي يزين ياقته حتى يوم القيامة.
قال درويش: أيها الموت انتظر، وانا أقول ها هنا: أيها الموت لا تنتظر، بل تجل بكل تفاصيلك المعتمة، فإبتسامة إسراء ستبقى حليفة الشمس
ترحلين يا حوراء فتأخذين معك بعضاً من رمل هذه الأرض
ترحلين يا إسراء وتأخذين بسمتك ووجهك
ترحلين يا إسراء ولم تأخذيني
ولكنك أخذت قلبي معك
سلاماً عليكِ أيتها المسافرة إلى الله...