متى سينفجر ما هو معروف من عداوة القاهرة للرياض؟
نيسان ـ نشر في 2015-07-22 الساعة 22:55
لقمان إسكندر
في مشهد العرب اليوم الكثير من الغرائبية. كانت وفاة الملك السعودي عبدالله المنعطف الفاصل في كل ما يجري الان.
مات الملك، وماتت معه كل التحالفات التي نسجها منذ انطلاقة الربيع العربي. لتبدأ سياسة سعودية أخرى على النقيض تماما. وهو ما شكل للسعودية اعداءً جددا كان بعضهم حلفاء الامس. النظام المصري أحد هؤلاء الاعداء.
الكثير من الاسئلة تنفجر يوميا في وجه الراغبين في فهم ما يجري بين القاهرة والرياض، من دون أن يعثروا لها عن اجابة؛ ماذا يفعل نظام عبدالفتاح السيسي بالسعوديين؟ وماذا يريد؟ ومن يقف خلفه يشجعه على مناطحة الرياض، حليفة الأمس عدوة الغد؟ وما هي آليات فعل عداوة القاهرة للرياض؟
يتخذ النظام المصري كل ما يلزم لدفع السعوديين الى الصدام معه، الا أن آليات عمل السياسة السعودية التي تسعى الى "أكل العنب وليس مقاتلة الناطور" عادت الى العمل بعد غياب دام طوال حكم الملك السعودي الراحل عبدالله.
يدرك السعوديون أن معركتهم ليست مع نظام عبد الفتاح السيسي، فهو أقل شأنا من ذلك، لهذا فإنهم يصبرون صبر البدوي الى حين تتكشف الجهات التي تقف خلف جرأته عليهم.
كما ان آخر ما ترغب به الرياض اليوم هو استعداء عدو إضافي صريح العداوة، وهم المشغولون بإدارة حرب تبدو لهم طويلة مع إيران. وهذا ما يدركه نظام السيسي.
لا تريد الرياض بدء عداوة صريحة مع النظام المصري حتى تجد طريقة ليعترف بكل شيء. على حد وصف أحد النخب السعودية؛ من خلفه؟ وماذا يريدون؟ وما هي الطريقة التي يعملون بها؟ وهل لأحد دول الخليج ضلع بما يجري؟ وماذا عن ايران؟ هل هي امريكا؟ إسرائيل؟
أطنان من الاسئلة. ندرك ان الاجابة عليها وفكفك الغازها صعبة، وفي غاية التعقيد.
تعمل السياسة السعودية في إدارة عداوة القاهرة السرية لها على مسربين الأول من داخل الجسم المصري والثاني من الخارج. من هنا يمكن فهم الزاوية التي حركت الرياض لعودة علاقاتها بحركة المقاومة الاسلامية حماس، رغم أن لهذه العودة أوجه عديدة كذلك.
كما تظهر هذه العدواة في الساحة السورية لكن بصورة تحمل الكثير من التعقيد. فبينما فتحت الرياض لها خطوطا مع جبهة النصرة وعدد من الفصائل الاسلامية المتشددة هناك؛ وذلك استعدادا لحقبة ما بعد الاتفاق النووي الإيراني، يصطف النظام المصري مع نظيره السوري في هذه المعركة، ومن أجل ان يزداد تعقيد المشهد يمكن ملاحظة ان الرياض لم تعد متشنجة في الحديث عن بشار الاسد. وعن ذلك يمكن طرح الكثير من الأسئلة أيضا.