اتصل بنا
 

شكرا لكل عبوة غاز أعمت عيون معلمينا

نيسان ـ نشر في 2019-09-05 الساعة 22:42

نيسان ـ تعالوا نحذف وصف "هيبة" الذي يحبه الأردنيون ويكثرون منه في مديحهم لبعضهم، تعالوا يا آباءنا المساكين وافتحوا فيس بوك، ستجدون كل الهيبة على الأرض. تعالَ يا أبي وأنظر كيف تبدلت الأحوال. حين كان معدلي في الثانوية العامة سيئًا غضب مني، لكن نتائج القبول الموحد أعطتني تخصص "اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة الطفيلة"، يومها شعرَ أبي بسعادة كبيرة وأول ما رآني بباب البيت قال"أهلين إسْتاد علي". شعرَ بفخر كبير وكرر "إسْتاد" ألف مرة.
توقفوا عن وصف الهيبة، احرقوا صور معلمي المدارس الأوائل لأننا لم نحفظ غيبتهم ومسحَ طلابنا الأرض بكرامتنا. إنها إهانة أكبر من إهانة الزير سالم لابن عباد، إنها سُبَّةٌ قادها رئيس وزراء هشّ وفريقه المتعلم في هارفرد، وهارفرد هذه "فاعلة تاركة". أنا آسف يا أستاذ محمد ذيابات، معلم مدرسة كان اسمه يهز الجدران، أنا آسف يا حضرة المساعد أبو قصي لمناور، رجلٌ كنت تتمنى أن تفلق الجدار وتختبئ فيه إذا رأيته، أنا آسف يا أستاذ وحيد عبيدات، رجلٌ كانت هيبته هيبة ملك.
شكرًا لكل عصاة رفعت في وجه المعلم النبي، شكرًا لكل عبوة غاز أعمته كما يعميه جدول العلامات نهاية السنة، شكرًا لسلامة حمّاد الذي أخافنا، شكرًا لرئيس الوزراء منزوع الولاية الذي خرج من اعتبارات أصغر موظف، شكرًا لكل ولدٍ لم يحسن أبوه تربيته وشتم المعلم على فيس بوك( بالمناسبة يلعن صباح أبوك)، شكرًا لكل كلمة "ارجع.. ارجع" خرجت من فم الدركي الذي كان مقربًا من مربي صفه ويصفح عن أخطائه. لقد تجاوزنا المسخرة والمهزلة، أهلًا بكم في البهدلة عبر الخطوط الجوية الهارفردية.
السلام على غرف المعلمين التي تشهد "لمّة" جمع ثمن الشاي والسكر، السلام على حديث الأقساط والبحث عن عشرين دينار بين صفوف الزملاء .. حتى آخر الشهر.

نيسان ـ نشر في 2019-09-05 الساعة 22:42


رأي: علي عبيدات كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً