اتصل بنا
 

بعد ان استنشقت المعلمة شيئا من الغاز قالت: لا فرق هنا ان بكيت انا او أنت بكيت

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-09-07 الساعة 14:33

نيسان ـ لا تُطلقْ الغازَ المسيل للدُموعِ عَليَّ
كيْ تُسمّي نَفسكَ جُنديّاً مُدافعاً عن الوطنِ أوْ ثائرَ حُرّيةْ
وكَيْ تُسمّيني مُخَّرِباً في مُؤتمراتكَ الصَحفيّةْ
أتَرى هُناكَ المُفْسِدٌ الفاسِدٌ
إذنْ
وجِّهْ هذه القنابِل و الكَلبشاتِ وَ ضَعهُ فِي الدَورية
وإلاّ فأنتَ لَستَ مِنّي، عَّلني أَنسى حروفاً لَكَ عَلَمتُها.
ولأبقى مُعلِماً لكَ فِي الحياة أيضاً كما عَلَّمتُكَ فِي الغُرّفَةِ الصَّفْية
وَجَبَ عَلَيَّ أن أَقول لَكَ:
أنْ تُنظّفَ الطريقَ هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تبتسمَ في وجهِ جاركَ هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تُنتجَ أكثرَ هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تُقبّلَ أطفالكَ في الصباحِ هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تأخذَ بيدِ عجوزٍ في الشارعِ هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تَقولَ الحقيقةَ هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تُسقيَ زهرةً عَطشى هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تُلقي التحيّةَ على كَرْمِ الزيتونِ هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تَعترفَ بِضدّكَ في الرأيِ هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ لا تَسألَ عن المَذهبِ على أبوابِ المَعابدِ هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تُحرّرَ أرضاً هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تَرسمَ لوْحةً جميلةً هي أيضا ثورةْ
أنْ تَرفعَ السقفَ الإنسانيَّ هي أيضاً ثَورةٌ
أنْ تُحبَّ أكثرَ هي أيضاً ثَورةٌ
.....................................
بَعدَ أن إستنشقت تِلكَ المُعلِّمَة بَعْضَ الغازِ ايضاً
إلتَحَفَتْ الأَرضَ وغَسَلت الأَرض بِبَعضِ دَمْعاتٍ وقالَتْ:
هُوَ دَمٌ واحِدٌ يَغلي في عروقِنا
مَهْما أعّْلَنتَ
ومَهما أخّْفَيّْتَ
وفي أيّةِ جِهةٍ صَلّيّْتْ
هُوَ دَمعٌ واحِدٌ يَحّْرِقُنا في المِرّآةِ
مَهْما جَمَّلتَ
ومَهما لَوَّنتَ
وفي أيِّ جِهَةٍ أمَّيْتْ
فلا فَرقَ هُنا إنْ بَكيْتُ أنا
أو أنتَ بَكَيّتْ
هوَ عَرَقٌ واحدٌ يَقْطرُ منْ جِباهِنا
مَهْما فَسَّرتَ
ومَهما نَظَّرتَ
وأيّة قَصيدَةٍ غَنّيْتْ
هوَ الرَملُ واحدٌ مُذْ حَطَّ آدمُ هُنا
يَزّْرعُ هَوِيّةً فينا
وهويّةً فيكَ أنتْ
[ أيْنَما وَلّيّْنا نَحْنُ وأيّنَما وَلَيّتَ أنتْ ]*
هوَ الترابُ واحِدٌ
كُلُّ التُرابِ لَنا ولَكَ أنتْ
مهْما أفّْتَيتَ
وَمَهما فَلّسَفتَ
وأيّ قَسَمٍ أدَّيّْتْ
فَقُلّْ لي بِرَبِّ الكَعّْبَةِ
مَنْ أكونُ أنا
ومَنْ نكونُ نَحنُ
ومِنْ أيِّ طينٍ جِئْنا
ومِنْ أيِّ طينٍ قَدْ جِئْتَ أنتْ

نيسان ـ نشر في 2019-09-07 الساعة 14:33


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً