اتصل بنا
 

هات هالبريزة.. المعلمون في طريقهم لتغيير مسار الباص وطريقة قيادته

نيسان ـ نشر في 2019-09-09 الساعة 15:05

x
نيسان ـ بقلم منصور المعلا
طوال نحو ٣٠ عاما وانا استقل المواصلات العامة، كنت اختار دوما المقعد القريب من باب الحافلة، والتي تمكنك من النزول بسرعة عند الوصول للمحطة، في خطة استراتيجية كانت كثيرا ما تتعثر.
كان (الكنترول) امين صندوق الرحلة يقوم بجمع الغلة وترتيبها بشكل يوحي بالثقة والتنظيم، وكان الكنترولية جمع كنترول من مشارب وثقافات مختلفة، غير ان اهمهم كانوا جماعة الدواويين او الزعران.
في محطة الطريق من عمان الى الزرقاء كان الكنترول يقوم بالتقاط الركاب، وخصوصا في طريق العودة حيث يترجل عدد من الركاب عند جسر البيبسي.
كان الكنترول حينها يطل من الشباك و (يهجس) اي يتوقع اذا ما كان المار على الطريق في نيته ان يصعد او انه عابر سبيل، واذا ما تيقن الكنترول ان الشخص يرغب بالصعود، يقوم بالطلب من السائق ان يقف لتحميل الراكب وكثير من الاحيان يجلس الراكب على ماتور الباص مقابل 21 راكبا، وهو موقف محرج كوني متخصصا في هذه القعدة ناهيك عن الحم المتصاعد من ماتور الباص.
الكنترول يقول بصوت عال لسائق الحافلة(هات هالبريزة) في اشارة الى الراكب، الذي ينظر له على انه ليس اكثر من عشرة قروش، وهي اشارة تحمل مضامين (الازدراء) على اعتبار ان المسافة المتبقية تكلف 10 قروش مقارنة مع 37 قرشا هي اجرة الطريق من عمان للجامعة الاردنية.
حكومة الرزاز وخطتها الاقتصادية والتي تقوم على كروز دخان او سيجارة إلكترونية تتعامل معنا وفق منطق هات هالبريزة، ليس هذا وحسب بل علينا ان نجلس على الماتور ونتحمل الحم المتصاعد، غير ان جزءا من ركاب الحافلة الوطنية وعلى رأسهم المعلمون في طريقهم لتغيير مسار الباص وطريقة قيادته، وتحسين واقع هذه الرحلة الوطنية المؤلمة.

نيسان ـ نشر في 2019-09-09 الساعة 15:05

الكلمات الأكثر بحثاً