اتصل بنا
 

إضراب المعلمين...أنا المشرد في ظلال القصيدة

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-09-27 الساعة 11:19

نيسان ـ قالَ محمود درويش: ( سَنةً واحدةً تَكْفي كَيْ أعشقَ عِشرينَ إمْرأةً وثلاثينَ مدينةْ) ، وأنا أقولْ: إنَّ عُمراً واحِداً لا يَكفيني كَيْ أعشقَ ( نقابةَ المعلمين) ، لا خُروجَ عنْ ( النَصِّ الدرّويشيِّ) هُنا، إنّما هيَ ( النسّبيّةُ في اللّغةِ العشْقيّةِ) في تَعريفِ الزَمانِ والمكان.
منذ ثلاثة أسابيع ونحن نتابع ونكتب ونحلل و نراقب إضراب المعلمين، على ما يبدو إنَّ عقاربُ الساعةِ تتراوَحُ في تآمُرها مِنْ تَوقّفٍ تامٍّ على جُدرانِ (الرابع) إلى قَفزاتِ الريمِ في البَراري هناكَ على (طريقِ المطار) تقف النقابة شامخةً بدعمٍ شعبي واضح للعيان، بينما يقف الرسمي و أصدقاؤه في سوقِ (الترابِ) يفاصلون فقط....
في كل يومٍ من أيام الإضراب أثبتَ المعلمون بأنهم يسطرونَ دروساً و تاريخاً ملحمياً، جُلُنا لا نقرأ غالباً وذلك بحسبِ دراساتٍ دوليةٍ بأننا أقلُ شعوبِ العالمِ قراءة ولكن هذا الإضراب ما هو إلا (سوقٌ عُكاظِيٌ) بامتياز نقرأ فيه الشموخ والاتحاد والكرامة، ويؤكدُ فيه معلمونا ومربونا بأننا نبقى تلاميذهم على مقاعدِ الدراسةِ وعلى أرض هذا الوطن ابدَ الدهر.. في العادةِ ما تكونُ سعيداً جِدّاَ (بِعائلةِ الدَمِ) التي إحّْتضَنتكَ دائماً، فما بالكَ عندما تُصّبحُ لديّكَ عائلةٌ جميلةٌ أخرى تَحتَضنكَ كنقابةِ المعلمين.
رمادية أصدقاء الرسمي واضحة جداً، والحكومة تقف بلا حراك، تراوح مكانهُا فقط، تفتعل الأزمات بدل النهضةِ المزعومة، تأججُ الداخِل فقط.
الرابع الآن بات أوهن من بيت العنكبوت كيف لا ورأس طاولتهِ بلا حَولٍ ولا قوة، وكأن إرث العائلة بات تاريخاً لن يذكر أساساً بعد كل هذه السقطات و الهفوات و العثرات.
أعتقدُ جازماً بأن دولَتَهُ يكتَشِفُ يوماً بعد يوم بأنهُ أضعف مما يعتقد، وأظنه يكتشف جهله أيضاً، يجلسُ دولتهُ مع نفسهِ قليلاً فيخرج علينا بكامل أناقتهِ ويقول : حين يُعَرَّفُ ( اللاشيء) على أنه من لحمٍ ودم فهو (انا).. دولة الرئيس يحاول تجاهل ما حوله تماماً لم يبقَ إلا أن يخرجَ ذاتَ صباح ليبعثَ رسالةً للناطق الإعلامي في حكومتهِ في رسالةِ ( تَحذيرٍ) عاجلةٍ إليكِ:
إنّهمْ سَيشتكونكِ قَريباً إلى ( مَجلسِ الأمنِ الدَوليِّ) بِتهمةِ أنّ عَيّنيّكِ من أسلحةِ الدمارِ الشاملِ المُحرّمةِ دَولياً، ولا نُريدُ لقوّاتِ ( النيتو) أن تأتي إلى مَضارِبنا، فهلْ ما زِلتِ تَحّتفظينَ بنظّارتكِ السَوداء!!!...
سيدي الرئيس لسان حالِ المعلم يقول:
أنا المُشَرّدُ في ظِلالِ القصيدةْ
أنا المُشَرّدُ في ظِلالِ حَبيبةْ
أنا المُشَرّدُ في ظِلالِ وطنْ
أنا المُشَرّدُ في ظِلال علاوةِ الخمسونَ بالمئةْ
أنا لا أريدُ خَيْمةً ولا كَرْتَ مُؤَنْ...
كُلُّ ما أريدُ:
قَصيدةً
وحبيبةً
ووطنْ
و علاوة ٥٠٪ فقط
سيدي الرئيس أنصِفْ من كُنتَ وزيراً له ذات عام، أنصف من علمَكَ حرفاً ذات يوم... او أُخرُجْ من هكذا معادلة... فما هكذا تورد الإبل دولَةَ الرئيس.

نيسان ـ نشر في 2019-09-27 الساعة 11:19


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً