لن نتمنى ان نكون كلابا في اسبانيا .. لربما يوما نصبح أفضل حالا منهم
نيسان ـ نشر في 2015-07-23 الساعة 15:19
لقمان إسكندر
لا نتمنى ونحن نقرأ خبر منح مدينة إسبانية الكلاب صفة "مواطنين من جنس غير بشري" أن نكون كلابا في تلك المدينة، ما زلنا بشرا ونعتز ببشريتنا رغم كل شيء، وفي يوم من الأيام نأمل أن نكون أحسن وضعا من الكلاب.
لكني فكرت رغم ذلك، وقلت: منذ اليوم لن يتجرأ أحد أن أراد زيارة تلك المدينة الاسبانية – المفرطة في الإنسانية - على وصف خصمه (بالكلب). ربما حينها سيتعرض الى دعوى قضائية من أحدهم تحت ذريعة إهانة مواطنك.
شخصيا، لو وقفت أمام أحد القضاة ليسألني حول حقيقة إهانتي للكلاب سأنكر وازعم أني ما قصدت إلا خيرا، وان الكلب في ثقافتي عنوان للوفاء.
سأقول له: يا ليت يمثلني كل هذا الوفاء. وسأقول كلاما أكثر وأكثر واستدعي كل بلاغتي العربية لأفهمه أني في هذا الزمن تحديدا افتقد كثيرا لخاصية الوفاء التي يشتهر بها الكلب.
وحينها أيضا، سأسهب في حديثي للقاضي بوصف الطمأنينة التي سأكون فيها أنا ومن حولي، ونحن نرى المسؤول عنا بكل هذا الوفاء. سأقول له: أنا أطالب سعادتك بان يمثلني كلب وعندها فقط سأنام قرير العين.
سألت نفسي سؤالا أخفاني حقا: لو عرضنا على الحكومة الاسبانية أن نحمل بعض كلابها في رحلة سياحية الى مصر أو سوريا مثلا أو العراق، أو اليمن ماذا سيكون جوابها.. هل ستوافق؟
نحن الآن .. بعين الاخرين اقل شأنا من الكلاب.. لكنا سنصبر قليلا .. عسى أن تتحسن الأمور ونصبح أحسن حالا من الكلاب.