اتصل بنا
 

اعتقال 'النشميات'...سلمية المجتمع على المحك

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-10-01 الساعة 17:39

اعتقال النشميات.. .سلمية المجتمع على المحك
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...إن صحت الأخبار التي تحدثت عن توقيف المدعي العام في لواء الوسطية غربي إربد، المعلمة ريما العمرات والمعلمين؛ حسين ابراهيم العمري، وهيثم هشام مطالقة 15 يوماً، على ذمة التحقيق، بتهمة الامتناع عن آداء الوظيفة العامة، إثر شكوى تقدم بها مواطنون؛ نكون بمواجهة أزمة مجتمعية خطيرة، أوصلنا لها تعنّت الحكومة وعنجهيتها .
هذا يعني حشو صدور الاف المعلمين والمعلمات وأسرهم بمزيد من التوتر والاحتقان والغضب، والدفع بخيارات التصعيد الى الواجهة، بعد أن فشلت حكومة الدكتور عمر الرزاز في إدارة ملف المعلمين طوال شهر من الإضرابات والاعتصامات.
من قال لكم إن الحل الأمني سينزع شأفة الغضب، وسينهي إضراب المعلمين؟ ومن قال لكم إن الناس ستقبل ان تشاهد بناتها في النظارات والسجون لأنهن متمسكات بخيار نقابتهن في الإضراب؟.
القفز عن كل الخيارات التوافقية والانتقال من مربع التلويح بـ"العصا والجزرة" الى الزج بالمعلمات والمعلمين في المعتقلات؛ سيدخلنا في معركة جديدة عنوانها سلمية المجتمع على الحافة.
"مجتمع" ظل في مجمله واقفاً مع خيارات المعلمين في اعتصامهم وإضرابهم المطلبي، رغم تعطّل حياة أبنائهم الدراسية لقرابة الثلاثين يوما. هذا يعني ان الشارع لم يختر الحياد، ولم يرض ببقائه متفرجاً، بل هو طرف رئيسي في معادلة المعلمين والحكومة.
في المقابل، فشلت جميع محاولات الرسمي الاردني خدش إضراب المعلمين، أو كسر مئويته عبر أدوات تنوعت بين بيانات ركيكية صاغها مدراء ومديرات مدارس، خضعوا لضغوطات شديدة، وبين تهديدات بالحسم والفصل وحتى السجن، وصولا الى زعزعة سلمية واستقرار المجتمع عبر استخدام متطوعين ومتطوعات بكلابهن وجنازيرهن، وقضّهن وقضيضهن، مدفوعين برغبات وإملاءات لا يمكنها معالجة قضية وطنية بحجم إضراب المعلمين.
اليوم نحن بمواجهة تطور خطير، تطور وصل حد شرخ المجتمع إلى شرخين، يواصل الأول انحيازه لمطالب المعلمين، فيما يجتهد الثاني باستفزازه، وجره لمربعات التأزيم، وقيود القضاء، لتشتيت اهتمام المجتمع وثنيه عن قناعاته، في سياق إضعاف المعلمين وتفتيت وحدتهم.
أين تذهبون بالاردن؛ شعباً وتعليماً ونقابات؟ الادارات المرتجفة لن تقدم لنا النهضة ولا الحماية ولا حتى صون حقوق أبنائنا في التعليم.
كفوا عن إدارة ملفاتنا بالقطعة، فهذا وطن ونحن به شعب لا مجرد أرقام وعناوين.

نيسان ـ نشر في 2019-10-01 الساعة 17:39


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً