اتصل بنا
 

اتصالات سعودية سورية سرية برعاية روسية

نيسان ـ نشر في 2015-07-24 الساعة 14:13

x
نيسان ـ

تحتشد في سماء المنطقة، ملامح تغييرات سياسية دراماتيكية، تستند على ما يرى مراقبون، إلى "استعداد سعودي لفتح صفحة جديدة مع سورية واليمن عبر موسكو"، التي اقترحت أواخر الشهر الماضي حلفا سوريا سعوديا تركيا أردنيا، لمحاربة تنظيم داعش، وشبّهه وزير الخارجية السوري وليد المعلم بـ"المعجزة".

ووفق المراقبين فإن الاقتراح الذي تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتقاطع مع جهد دبلوماسي دولي يقوم به المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لإطلاق عملية جنيف قبل نهاية العام الحالي.

ولفت المراقبون الى ان "الروس يريدون انتهاز عملية جنيف لتحويل البيان، الذي صدر في 30 حزيران (يونيو) 2012، إلى قاعدة لإطلاق التحالف ضد الإرهاب. ويتجه دي ميستورا إلى تقديم تقريره الجديد إلى مجلس الأمن الدولي، الأسبوع المقبل، بعد تضمينه نتائج مشاوراته، وفي توقيت يتزامن، مع الاتفاق النووي الإيراني ـ الأميركي، والرهان على افتتاحه مرحلة من التسويات والانفراجات في سورية واليمن، بشكل خاص، وضم طهران إلى مجموعة العمل الدولية حول سورية، التي صاغت بيان جنيف، بعد سقوط كل الاعتراضات الأميركية والفرنسية والبريطانية على تلك المشاركة، وهو أول نتائج اتفاق فيينا.

وكان دي ميستورا قام بتأجيل تقديم تقريره إلى مجلس الأمن من حزيران حتى نهاية تموز، منتظرا أن تصب نتائج الاتفاق الإيراني ـ الأميركي في سلة الحل السوري.

وتبعا لهذا الهدف، يوضح المراقبون ان "الخطة الجديدة لدي ميستورا تتضمن قيام مجموعة العمل الدولية الجديدة التي تضم إلى أعضاء مجلس الأمن الخمسة والأمم المتحدة، إيران وتركيا ومصر والسعودية، بتحرير ملحق بالبيان، يصادق عليه مجلس الأمن، ويتضمن توسيعا في البنود التي تدعو في متن البيان إلى مكافحة الإرهاب، وتحديث هذه الفقرة، واعتبارها أولوية".

وكان مؤتمر "جنيف 2" انتهى إلى فشل كبير، بعد دخوله في أنفاق النقاش حول لمن تكون الأولوية: مكافحة الإرهاب أو الحكومة الانتقالية. وسيكون بوسع أي مفاوضات مستقبلية حول سورية أن تحظى للمرة الأولى، بقراءة روسية ـ أميركية، لمضمون بيان جنيف، انطلاقا من التفاهم على أولوية مكافحة الإرهاب، وهو ما عطل سابقاً العملية السياسية. كما تنسحب تلك القراءة على تفاهمات كاملة، تتعلق ببقاء الأسد في السلطة، كترجمة لتقدم مكافحة الإرهاب على ما عداه.

ويرى المراقبون في مقاربة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإقامة تحالف ضد الإرهاب، يجمع سورية والسعودية وتركيا والأردن، عرضا ثوريا سيقلب أوضاع المشرق العربي، رأسا على عقب، لو قُدر له يوما ما أن يتحقق".

ولفت المراقبون الى ان الرئيس الروسي عرض مقاربته بالحلف الجديد أمام ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان الذي زار سان بطرسبورغ في 19 حزيران (يونيو) الماضي، اي قبل عشرة ايام من لقاء بوتين بالوفد السوري الرسمي الذي قاده الوزير وليد المعلم.

ويعتقد المراقبون "انه لا يوجد تفسير لمقاربة الرئيس الروسي، سوى دفع الجميع نحو خيارات صعبة، وتوجيه رسائل علنية لجميع الأطراف، وإدهاش الشريك السعودي الجديد لتشجيعه على المراهنة على روسيا في سورية وفي اليمن".

واذ طلبت موسكو جواباً من الرئيس السوري بشار الأسد على عرضها التحالف الجديد، لفت المراقبون الى ان موسكو تلقت الرد السوري الايجابي في الساعات التي تلت ذلك اللقاء.

ونقلت وسائل اعلام عربية عن مصادر عربية مطلعة، ان الرئيس الروسي طلب من الجانبين، السعودي والسوري، إيفاد مبعوثين يحملان تكليفاً رسمياً من الأسد ومن الملك سلمان بن عبد العزيز، لرفع طابع المفاوضات إلى أعلى مستوى ممكن. وخلال الأسابيع الماضية بدأت، تحت رعاية روسية، عملية فتح القنوات الأمنية لاستطلاع إمكانية تحقيق ما تحدث عنه بوتين.

وقالت المصادر العربية المطلعة ان دمشق كلفت اللواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن القومي، بمباشرة تلك اللقاءات، التي انعقد أولها في موسكو، فيما كلف الملك سلمان، على ما يرجّح مسؤول امني عربي كبير، بتمثيله في تلك اللقاءات، واحداً من رجال استخبارات المملكة عمل في الماضي مع اللواء المملوك في مرحلة الانفراج السعودي ـ السوري، في العقد الماضي.

وتنقل وسائل الاعلام العربية عن مصدر سوري مطلع قوله إن المسؤول الأمني السوري الكبير يقوم برحلات متواصلة للتنسيق مع موسكو، منذ أسابيع، والعمل على تحديد بعض إجراءات الثقة. وقد تكون من بين المؤشرات في تقدم عمل القناة المفتوحة هدنة مصطلحات في وسائل الإعلام السورية، والفضائيات التي تملكها السعودية. وخلال الأسابيع الماضية بدأ الأتراك الاهتمام بالعرض الروسي، وأوفدوا إلى موسكو من يحاول الاطلاع على تفاصيل العملية.

وفي تقدير مصدر سوري مطلع، فإن حصيلة اللقاءات الأولى تدل على وجود استعداد سعودي لفتح صفحة جديدة مع سوريا واليمن عبر موسكو.

وبالتزامن يقول مصدر غربي موثوق، إن دمشق استقبلت في الثالث من تموز(يوليو) الحالي جنرالاً من الجيش التركي، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في سورية، في نطاق الاتصالات التي بدأت تتطور لاستطلاع إمكانيات التعاون ضد "داعش"، والتقدم نحو اقتراح بوتين.

وجاء اللقاء خلال الأزمة التي اندلعت بعد انتصار الأكراد في تل أبيض، واحتشاد وحدات عسكرية تركية على الحدود مع سورية والتهديد بدخول منطقة جرابلس ـ منبج التي يسيطر عليها "داعش" إذا ما حاول الأكراد التقدم نحو هذا الممر الحيوي لوصل منطقة عفرين، التي يسيطرون عليها، بمنطقة عين العرب (كوباني) ورسم ملامح كيان كردي محتمل.واعتبر المراقبون ان "التحالف بالدم، الذي يراهن عليه الروس، بات يتقدم بسرعة اكبر من التحالف بالسياسة، وبات يدفع نحو توحيد الجبهات ضد "داعش". وقد اكتسب الاقتراح الروسي مصداقية اكبر في الأيام الأخيرة، مع العملية الانتحارية التي وقعت في سوروتش التركية، والحديث عن خلايا "داعشية" نائمة، من ثلاثة آلاف تركي.

سليمان قبيلات - الغد

نيسان ـ نشر في 2015-07-24 الساعة 14:13

الكلمات الأكثر بحثاً