اتصل بنا
 

أنظمة الإنذار المبكر للتحذير من الكوارث الطبيعية – الفيضانات

نيسان ـ نشر في 2019-10-21 الساعة 21:46

نيسان ـ تعتبر الفيضانات ظاهرة هيدرولوجية طبيعية تؤثر على حياة الإنسان وكافة نشاطاته الأخرى، وهي من ضمن الكوارث الطبيعية التي لابد من التعامل معها بشكل علمي بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لرفع القدرة للتكيف مع التغيرات المناخية وما ينتج عنها من ظروف أكثر قسوة.
يتعين على ألإدارات المحلية للمدن التعامل مع قضايا إدارة مخاطر الفيضانات بشكل منتظم ضمن منهجية علمية واضحة ، لذلك تلعب أنظمة الإنذار المبكر دوراً رئيسياً ضمن الخطط الشاملة لإدارة مخاطر الفيضانات للكشف عن العيوب ومؤشرات مدى نجاح الإجراءات للتعامل مع الفيضانات، لذلك من الضروري ان تكون أنظمة الإنذار المبكر جزءً اساسياً ضمن استراتيجية إدارة مخاطر الكوارث الطبيعية.
الغرض الرئيس من أنظمة الإنذار المبكر هو اطلاق تحذيرات لحدوث الفيضانات تساعد متخذي القرار على تبني الإجراءات اللازمة لمواجهة مخاطر الفيضانات حسب درجة الخطورة و صفة إستعمال الأرض السائد في المنطقة المهددة بالفيضان، تهدف أنظمة الأنذار المبكر الى تقييم مخاطر الفيضان في المنطقة ومراقبتها مع إمكانية نشر البيانات والقراءات بشكل سريع ومبسط لرفع مستوى الإستجابة، إذ يعمل هذا النظام على تحسين استعداد الإدارات المحلية والجهات ذات العلاقة لمواجهة الفيضانات من خلال اطلاق التحذيرات بالوقت المناسب والإستجابة بشكل ايجابي.
توفر أنظمة الانذار المبكر التنبؤ بمقياس وتوقيت وموقع والأضرار المحتملة للفيضانات من خلال نظام متكامل من أجهزة الإستشعار لقياس مستويات المياه وسرعتها في النقاط الإستراتيجية ضمن المدينة او حوض التصريف ومن الممكن استخدام بيانات الأرصاد الجوية ومستويات المياه في مجاري الأودية والعبارات وغيرها وبيانات مراقبة الأقمار الصناعية (اختياريًا) كمصادر للبيانات لتلك الأنظمة ، اذ لا يمكن أن تعمل هذه الأنظمة بشكل فعّال إلا من خلال التكامل ما بين الجهات الرسمية و المجتمع بوضع ترتيبات الحوكمة من شأنها ان تساعد على التعامل بمسؤولية للحفاظ على عناصر النظام عبر مراحل التنفيذ لكل منها، كمرحلة الإعداد لإنشاء النظام وتوفير البيانات اللازمة لذلك ومرحلة إنشاء أجهزة الاستشعار لكافة القياسات في المواقع المحددة وربطها بقاعدة البيانات باستخدام نماذج خاصة من البرمجيات لتحليل تلك القياسات بالسرعة المطلوبة لتمكين الجهات المختصة باطلاق التحذيرات والنشر، ولرفع القدرة على الإستجابة بالوقت المناسب والموقع المطلوب.
تعتبر أنظمة الإنذار المبكر للفيضانات ذات أهمية كبيرة لأنها تساعد على مواجهة الكوارث الطبيعية بجاهزية واستعداد افضل للحد من الخسائر البشرية وتعزيز مفهوم الإدارة الشاملة للفيضانات والحفاظ على خطط التنمية المستدامة، كما ويمكن إتاحة خدمات أنظمة الإنذار المبكر للسكان بتلقي البيانات مباشرة على هواتفهم الذكية ، مما يحسن من سرعة النشر والاستجابة للحد من الأضرار الناتجة عن الفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية.
هنالك عدد من المتطلبات لأنظمة الانذار المبكر كالمتطلبات الفنية للتأكد من أن النظام يعمل فعلياً وبكفاءة عالية ويمكن إنشاء نموذج أولي للعمل بأجهزة استشعار قوية ، اتصالات موثوقة أثناء حالات الطوارئ كجودة خدمة شبكات الاتصالات في المناطق النائية، والمتطلبات غير الفنية التي تركز على أمن النظام ومدى إستجابة السكان والتعامل بمسؤلية ودرجة ثقتهم بتحذيرات النظام، المتطلبات المؤسسية للنظام واثبات موثوقية به كنموذج علمي آمن وبكلف ذات جدوى إقتصادية.

نيسان ـ نشر في 2019-10-21 الساعة 21:46


رأي: د . زيد سكارنة

الكلمات الأكثر بحثاً