اتصل بنا
 

بين ذيبان ورغدان... لن نقبل بنصفِ وطنٍ ولا بنِصفِ حُبٍّ

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-10-25 الساعة 22:48

نيسان ـ تجلسُ سَيِّدي بمنزلك العاجي، تحتسي فنجان قهوتكَ الصباحية، على أنغام الرائعة فيروز، ولا بأس بقليل من أصوات الرفاق التي تملأ ( درج اللويبدة) وقليلاً من (مداعبة الأخوة) من وراء حجاب، في زاويةٍ تقبع خلف منزلكم، تقرأ ما تيسر من اخبار الصباح..
فتقرأ إسم لواء ذيبان و أحرارها في كل زاوية وركن من أركان الصحيفة، فأخرج انا خبراً بين يدي دولتك و أقول:
سيدي دولة الرئيس الموقر.. انا مواطن أردني من ذيبان.
وإن سألتني عن ذيبان فأقول هي لواء أردني يحتضن بين يديه أبناء قبيلة بني حميدة التي تعد ثاني اكبر العشائر الاردنية وعددا ليس بقليل من أخوتنا المهجرين من فلسطين الحبيبة.
ذيبان هي صاحبة التاريخ العظيم الذي بدأ بمقاومة الأتراك ومروراً بفلسطين ووصولاً مقارعة زمرة الفاسدين وزبانيتهم في وقتنا الراهن ، فهي من قدمت الشهداء في كل زمان و مكان دفاعاً عن الكرامة و الحق و الوطن..
أقف خبراً بين يديكم فخامة الرئيس لأقول لكم :
بأن لدينا...
معتقلاً حراً يقبع في زنزانتة الإنفرادية،
معتقلاً لا يمارس العبث الفيسبوكي،
معتقلاً يسطر بعض السطور في الديمقراطية العربية،
معتقلاً لا يحتسي قهوة الصباح،
معتقلاً لا يحتاج لمنبهٍ كي يستيقظ صباحاً،
معتقلاً يرسم جداريةً اخرى على جدران سجن الجويدة،
معتقلاً يرى وطنه ورفاقه في قرص الشمس من خلف القضبان..
و لدينا ايضاً شبابٌ أحرار يجلسون على قارعة الطريق يحملون شهاداتهم و أحلامهم و لكنها لا تظلهم من حر الفقر و لا تغنيهم في برد البطالة، ولا تنفعهم في أعاصير الأسعار التي تأخذهم حتى حدود السماء السابعة.
أبناء ذيبان الآن يفترشون زاويةً محاذية (لمجمع رغدان السياحي) يلتحفون بكبرياء آبائهم، وذكريات أجدادهم، وشهاداتهم البالية، وقليلاً من كرامةٍ مسلوبة، والكثير من الحزن والألم والقهر والخذلان، نام المتعطلون عن العمل على أرضٍ جرداء كأجدادهم ذات يوم، يرسمون أحلامهم على ظهر غيمة تتمسمر منذ الأمس فوق باب الديوان الملكي العامر.
لستُ متفائلاً فنحنُ أُمّةٌ تَجترُّ أحلامَها ترقصُ، فَتلدُ عَدماً في حُلّةٍ جديدة..
دولة الرئيس أضع بين يديك ملف لواء ذيبان و أبناء هذا اللواء و أنتم تعلمون بأن جلالة الملك قال ذات لقاء :
"إضغطوا من تحت وأنا بضغط من فوق"...
دولة الرئيس سئمنا من (حكومة السين) ونرغب بأن تكون هناك حلول لنا كشباب، راهن عليه قائده دائماً، شباب مليء بالطاقات والقدرات والخبرات و المهارات، شباب قادر على إحداث التغيير بعيداً عن كل الانتهازية و الشللية و المحسوبية التي أثقلت كاهله حد القهر، ( حكومتكم السينية) تأخذنا إلى مواجهة ونحن نرغب بعدالة، عدالة اجتماعية وظيفية حياتية، بعيداً عن كل الترهل والعوز.
و كيف أرفع رأسي وحين أطالب بوظيفة أجد الغاز المسيل للدموع يملأ المكان؟ كيف أرفع رأسي سيدي و(هراوة) ابن عمي و اخي الدركي تنطلق نحوي دون سابق إنذار؟ كيف أرفع رأسي وانا بلا وظيفة كفلها لي الدستور؟! كيف أرفع رأسي وانا بلا عدالة اجتماعية؟!
أنا من ذيبان لا أقبلُ أبداً بنصفِ وطنٍ ولا بنِصفِ حُبٍّ ولا بنصفِ إنسانْ.. قبل سنوات تردد على مسامع الجميع ( انا من ذيبان انا مش جبان) وهي تختصر الكثير من كلامٍ نستطيع تنميقه كحكومتنا.. ولكننا نرغب بأن نكون على قيد الحياة فقط
(الوظيفة او السجن او الموت) هذه كلمات شباب متعطلين عن العمل، فكن منصفاً واختر ما ينفعك في يومٍ قاتمٍ، فليس لدى هؤلاء الشباب ما يخسرونه... فربما هي فرصتك الأخيرة، لتدعو لك أمي حين تنهض من فراشها المعتز بها فجراً لتصلي ركعتين لله...

نيسان ـ نشر في 2019-10-25 الساعة 22:48


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً