اتصل بنا
 

فاجعة البحر البيت.. متى سنرد الصفعة على خد المتخاذلين صفعتين بدلا من تكريمهم؟

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2019-10-26 الساعة 11:12

نيسان ـ قبل عام بتمامه وكماله فجعنا باستشهاد فلذات أكبادنا عندما التهمهم سيل جارف لا يرحم، فألقى بهم تحت وحل انكسارنا وفسادنا، ورمى بعضهم في جوف بحر ميت؛ فأحيا فينا روح الهزيمة والذل والعار الذي ما انفك ينكأ صبرنا على خيبات رسمية لا تكف عن ركلنا وتوبيخنا .
عام مضى ونحن نخبىء رؤوسنا في الوحل، وكل يوم يمضي بعد الفاجعة نواجه بمزيد من الانكسارات من دون ان نتعلم، مسؤولونا لا يرون فينا ما يجبرهم على انتهاج سلوك إداري جديد، فيواصلون تحصنهم في قلاع من فساد وترهل إداري لا ينفع معه إلا نزعهم من كراسيهم وكنسهم من مواقع المسؤولية.
نحن أمة تسير عكس كل قوانين الحياة السياسية والانسانية فبدلا من ان نحاسب المسؤول نكافئه على فعلته الشنيعة، ونعمّد المخطئ سفيرة الى امبراطورية الاخلاق لنعلمهم الرذيلة، ثم لا نكتفي، فنعمل على تكريم من ساهم في القتل بان نهبه منصبا يساهم في قتل ما تبقى فينا من كرامة في مناهجنا.
في الحقيقة، اجزم أن تلك اللحظات التي أدمت أرواحنا صارت جزءا من ماضٍ أسود لا يتذكره إلا قلة منا وذوو الشهداء ممن تعطلت بهم سبل الحياة في لحظة نازفة من أعمارهم، كان بها البحر الميت أقل قسوة من مسؤولين ووزراء ظهروا وحوشا في مكاتبهم الوثيرة.
أتذكرون حين غص الهواء في حلوقنا وهاج الدمع خجلا من حالنا؟؟ ألا يكفينا ما نرى من كل هذا الذل والهوان؟ متى سنستيقظ؟ متى سنرد الصفعة على خد المتخاذلين صفعتين؟؟.

نيسان ـ نشر في 2019-10-26 الساعة 11:12


رأي: د. علي الطفيحات أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً