اتصل بنا
 

يا صغيرتي...هذا الكون لا يتسع لعناق فسار كل مني في اتجاه

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-10-29 الساعة 21:33

نيسان ـ مَرَرتُ بِها (تَتَربَّعُ) هُناكَ على كُرسيٍ خَشَبيٍ، وما زالَتْ ( تُسَوّقُ نَفْسَ البِضاعةِ المَشْبوهةِ) ، ابتسَمتْ ذاتَ الابتسامةِ الصَفراء، تَركتُها ورائي ( تُداعِبُ الضحيّةَ الجديدةَ) ومضَيْتُ أنا حَيثُ طاوِلَةٌ كُنتُ قد حَجَزْتُها مُسبَقاً...
فيِ مُعْظَمِ الليالي التي أقرر فيها أن أخرجَ من (عُنُقِ الزُجاجةِ المَزعومة) تَعبُرُني نِساءٌ كُثُرْ... يَتْرُكنَ بَعضاً مِن عُطرِهِنَ و بعَضَ ذكرياتْ، وَ قليلاً من السيمڨونيةِ التاسِعَة! ...
انا أَغرَقُ ليلاً بكلِ هدوءٍ صاخب!، صَبْيحَةَ هذا اليوم قادني (مُرغَماً) شَوقٌ وَحنينٌ وَ أَمَلٌ وَلَهفَةٌ وَنَدَمٌ وَ أَلَمٌ وَغَّصة... حَمَلتُ أشلائِي وَسِرْتُ بِخُطىً ثَقيلَةٍ مُنهَكَةٍ بائِسَةٍ، كان السببُ أزمَةُ عمان ليسَ إلا، فأنا كَذبتْ، فلم أكن (مُرغَمَاً) بل كُنتُ مُتَلَهِفاً مُتَشوِقاً مُشتاقاً.. نَحنُ مَسكونونَ بِالخُرافة، كيفَ لا؟! وَنحنُ نَهرَعُ مُهروِلين مَهزومينَ إليهم عند كُل نَفحَةِ بَردٍ لَعينة تُصيبُ قُلوبَنا المُحطّمة دوماً.
حينَ وصلتُ (العَبدَلِي) أَصابتني نَوبَةٌ ارتجافٍ شنيعة،حتى أنني سكبتُ النسكافيه على نفسي، حاولتُ جاهِداً السيطرة على هذا الشيء المُبهَم، هَممت بإشعال سيجارةٍ تؤنِسُ وَحْشَةَ الموقِفْ او لربما تُعيدُ السكينَةَ المُصطَنَعةَ اليّ ولو قليلاً..
في الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة تماماً أَنارت شَمسُها زقاقِي المُظلِمْ، كانت جميلَةً حدَ الدهْشَةْ.. كان شالُها الوَردِي انعكاساً رائعاً لِتوردِ خَديها صباحاً، وكان أيضاً مصدر سعادةٍ (لِسربِ حمام) فغالباً ما يَحْطُ هذا السِربُ على (غمازَتِها) تاركاً ( النورس) في حيرةٍ من أمره، فبعدَ (غمازَتِها) لا يعلمُ أينَ يبني عُشَّهُ هذا العام... وكانَ مِعطَفُها الأسودُ الذي أَحببتُ بحالةِ غرورٍ وكبرياء وهو يلامِسُ ما تَيسَّرَ لهُ مِنها...
كُنتُ قد رسمتُ العديدَ من الأحداثِ (والسيناريوهاتِ) التي لم تحدث، تماماً فلم يكن هنالكَ حُضْنٌ أعودُ فيهِ طفلاً أضاعَ امهُ في السوق.. ولم يكن هنالِكَ سلامٌ اصلاً كالسلام الذي يشعُرُهُ المجانينُ فقط.. وَ لمْ أستطعْ أن أعتَنِقها، أو أن أُدخِنَها كعادَتِي كَمُدمِنٍ يدخِنُ آخِرَ نَفَسٍ فِي سيجارَتِه..
أُريدُ أنْ أعيدَ تَعريفَ المَسافةِ حَتّى أستطيعَ الاقتراب مِنكِ أكثرْ
وَلكنني أَفشَلُ عادَةً، كوني بِخيرٍ كما أنتِ..
هذا الكونُ يا صَغيرَتِي لا يَتّسعُ لِحلُميَ الفوضويَّ !
نضراتُ عينَيكِ قالت:كأنِي رَأَيتُكَ فِي زَمَنٍ ما.. يا صغيرتي لَقَد كُنْتُ حُلُماً...
قبل أن أعودَ الي بُؤسُي عانَقْتُنِي، وتجاذَبتُ أطرافَ الحديث
فقلتُ: شُكراً، وَ قلتُ: عَفواً...
و سارَ كُلٌ مِنِّي فِي إتِجاه.. عَلِّي أَحلُمُ مَرَّةً أخرى مَرَتَين!..

نيسان ـ نشر في 2019-10-29 الساعة 21:33


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً