اتصل بنا
 

هل نحن مقبلون على تبادل أسرى؟ .. ليلة أردنية ساخنة مع الاحتلال

نيسان ـ نشر في 2019-10-30 الساعة 15:04

هل نحن مقبلون على تبادل أسرى؟
نيسان ـ لن يغيب عن الاحتلال ما يريده الأردن من الإعلان عن القبض على متسلل بطريقة غير شرعية إلى أراضي المملكة عبر الحدود في المنطقة الشمالية .
ولن يغيب عن الاحتلال أيضا ان الاعتقال أولا والاعلان عنه للرأي العام الاردني ثانيا ليس له إلا معنى واحد هو "التبادل". تبادل الاسرى. الاسرى الأردنيون المختطفون إداريا، وعلى رأسهم هبة اللبدي عبدالرحمن مرعي.
ما جرى ليلة أمس هو اعلان رسمي عن تحفظ السلطات الاردنية المعنية على المتسلل وأنها تجري معه التحقيقات اللازمة تمهيدا لإحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
في تجارب سابقة لم تتعامل الحكومة الأردنية مع حوادث تسلل، بالطريقة الساخنة ذاتها، ما يعني أنّ الحكومة الأردنية اتخذت قواعد اشتباك دبلوماسي ساخنة مع كيان الاحتلال.
هنا علينا الانتباه إلى إشارة مهمة وهي: أن المعلن عن اعتقال المتسلل لم تكن وزارة الداخلية ولا الجيش ولا الامن، بل وزارة الخارجية. وهو ما يعني ان في الامر رسالة دبلوماسية للاحتلال من المؤكد انه فهمها فورا.
وإذا ما جرى ربط هذا الإعلان بالتغريدة التي نشرها وزير الخارجية أيمن الصفدي مساء امس وأعلن فيها - بالتزامن مع اعلان القبض على المتسلل - استدعاء السفير الأردني في تل ابيب للتشاور على خليفة اعتقال الاسيرين الأردنيين هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي، فإن كل ذلك يرسم لوحة للرسائل التي وصلت المحتل من بوابة وزارة الخارجية الأردنية.
الاردن الرسمي بات غاضبا من عدم تعاون الاحتلال معه في الافراج عن الاسيرين "مرعي واللبدي"، على وقع الضغوط الشعبية الأردنية التي بدأت تتسع ككرة ثلج، وهذا آخر ما تريده الحكومة في مرحلة تأمل أن تكون ذات "هدنة" مع الأردنيين.

هنا يجب التوقف عند ملاحظة ان مزاج الاردن الرسمي تجاه بعض مطالب الناس اختلف، ما يعني أنّ كيمياء العلاقة بين الرأي العام الاردني والحكومة قد تبدّل.
أما ما لم يدركه الاحتلال أن الحكومة الأردنية الساعية بكل ما تطيق الى مصالحة الشعب هذه الأيام، يمكن ان تستثمر بجدية مثل هذا الملف "السهل"، لمغازلة الشعب، في الوقت الذي فتحت فيه عمان للمحتل "مهرب" مقنع للرأي العام الصهيوني للموافقة على الافراج عن الأسرى الأردنيين الإداريين.
الشق الآخر من معنى التحرك الأردني
ليس هذا كل ما يمكن قوله هنا. في الجهة المقابلة للتحرك الأردني، هناك ساحة فلسطينية تطبق أجهزة السلطة الامنية والسياسية عليها الخناق حتى حُصر المواطن الفلسطيني في صندوق داخل صندوق. صندوق الاحتلال الأكبر وبداخله صندوق السلطة الأشد ظلمة.
المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية بات يراقب ما يجري من انفعالات داخل المجتمع الأردني، ثم هو ينفعل معها، وهو ما سيكون له عدوى كبيرة قريبا على علاقة هذا المواطن بسلطته .
لا شعبا قادر على التأثير في الشعب الفلسطيني ايجابا او سلبا، مثل الشعب الأردني، ولا شعبا قادر على التأثير في الشعب الاردني ايجابا او سلبا، مثل الشعب الفلسطيني، وهذا ما يفوت الاحتلال، وهو يتحرش بالشعب الأردني، فهل سيشكل ذلك حصان طروادة صنعه المحتل بيده؟
لكن ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك ان للفعل الاردني حساسية بالغة على مزاج وحراك الشعب الفلسطيني، وعلاقته بالسلطة الفلسطينية، وهو ما يعني اننا مقبلون على موجة احتجاجات جادة في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية سترفع شعارا قريبا من الشعار اللبناني (كلكم يعني كلكم.. الاحتلال والسلطة).

نيسان ـ نشر في 2019-10-30 الساعة 15:04


رأي: لقمان اسكندر

الكلمات الأكثر بحثاً