اتصل بنا
 

أعقاب السجائر تهدد حياة الكائنات الحية وتلوث التربة

نيسان ـ نشر في 2019-10-30 الساعة 15:28

x
نيسان ـ سلام فريحات
" أنا بالعادة ما برمي السيجارة على الأرض غير لما أكون طالع من البيت، لأنه ما بلاقي مكان أرميه فيها بنفس الوقت ما بقدر أخليها معي لأنه ريحتها بتكون قوية كثير وسيئة " يقول عبدالله أحد الشباب المدخنين معلقا على رمي أعقاب السجائر على الأرض.
مدير اتحاد المزارعين الأردنيين المهندس محمود العوران يعلق على ظاهرة رمي اعقاب السجائر على الارض بقوله رمي اعقاب السجائر على الأرض امر خطير جدا بسبب المواد السامة التي تتكون منها أعقاب السيجارة بعد الاستعمال خصيصا، مشيرا إلى أنها تتكون من مجموعة مواد بلاستيكية غير قابلة للتحلل إلا بعد وقت طويل جدا، مؤكدا بذلك أنه عند احتراق السيجارة تخرج منها رائحة تشبه رائحة حرق البلاستيك.
ويضيف العوران أن أضرار رمي أعقاب السجائر يضر بالبيئة أولا حيث تتفاعل مكونات أعقاب السيجارة مع التربة بعد نزول ماء المطر أو مياه الري ليكمن الضرر بتسرب جميع المواد السامة إلى التربة في الأسفل مما يؤدي لتغيير خواص التربة،مشيرا إلى أن أعقاب السجائر قد تشكل طبقة عازلة بين التربة والأسمدة لتمنع امتصاصها.
ويوضح أن أكثر المناطق المتضررة من رمي أعقاب السجائر بشكل خاص والنفايات البلاستيكية بشكل عام هي المناطق المسيجة، إذ تصبح مناطق تجمع لهذه النفايات مما يشكل ضررا بصريا لصورة المنطقةـ بالإضافة للضرر البيئي الذي يلحق بها.
يبين العوران أن رميها يضر بالحيوانات عندما تلتقط أعقاب السيجارة من الأرض، فتبقى دون تحلل في جسم الحيوان مع تكرر العملية يصبح تجمع صلب للبلاستيك مما يؤدي إلى وفاة هذه الحيوانات ، وأضاف أنه بحسب دراسة أجريت على فوج من الأسماك فإن نصف هذا الفوج تسبب بموتها التخلص من أعقاب السجائر في المياه.
دراسات
تقدر بعض الدراسات بحسب خبراء بيئة إلى أن ثلث النفايات البلاستيكية ينتهي بها المطاف في التربة أو المياه العذبة. يتحلل معظم هذا البلاستيك إلى جسيمات صغيرة، تعرف باسم حبيبات البلاستيك المتناهي الصغر.
و يمكن للبلاستيك المعالج بالكلورين أن يطلق مواد كيميائية ضارة في التربة المحيطة، أن تتسرب إلى المياه الجوفية أو غيرها من مصادر المياه المحيطة، ويمكن أن يسبب هذا مجموعة من الآثار الضارة المحتملة على جميع الكائنات الحية التي تشرب الماء.
رعيان للغنم اكدو بدورهم لمعدة التحقيق ان العديد من أغنامهم يصاب بأمراض بسبب حبها لأكل جميع أنواع البلاستيك بما فيها أعقاب السجائر، مشيرين إلى أنها تتسبب في انسداد الأمعاء هذه الأغنام مما تسبب في وفاتها.
ووفق تقرير لمنظمة الصحة العالمية، احتل الأردن المرتبة الـ16 عالميا، والثانية عربيا، في قائمة الدول الأكثر استهلاكا للتبغ بـ1855 سيجارة سنويا للشخص الواحد، بعد لبنان التي احتلت في المرتبة الأولى عربيا بـ3023.
وكان التقرير الذي صدر في 2016، أشار إلى أن “حجم الإنفاق السنوي الكلي للأردنيين على التبغ والسجائر، بلغ 602 مليون دينار أردني (850 مليون دولار)، فيما تبلغ نسبة المدخنين في الأردن 62٪، وفق رئيس قسم الوقاية من أضرار التدخين بوزارة الصحة الدكتور كامل الرواشدة بتصريح سابق لصحيفة الغد
من جهته لفت رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر شوشان إلى أن المدخنين يستهينون بأعقاب السيجارة بسبب صغر حجمها وعادة لا يعرفون مخاطرها، موضحا إلى أنه من الممكن الحد من رمي أعقاب السجائر من خلال تفعيل فانون بفصل آليات الرقابة على مستوى الأفراد والمركبات يحد من رميها بشكل كبير ، مبينا أن الإشراف والرقابة على المواطنين تتم من خلال عناصر البلديات والشرطة البيئية.
مشيرا إلى أهمية عمل حملات توعوية حول أضرار أعقاب السجائر، وثم العمل على تحسين البنية التحتية لجمع النفايات قبل تفعيل القوانين حتى لا يجد الناس حجة أن القوانين تطبق عليهم دون وجود البنية التحتية السليمة.
يشار إلى أن نسبة مدخني السجائر الذكور في الأردن تبلغ 49.6 بالمائة و5.7 بالمائة للإناث، بينما بلغت نسبة طلاب الجامعات الذين يدخنون الأرجيلة 56 بالمائة، بحسب تقرير صادر عن المركز، وتؤكد إحصائية وزارة الصناعة والتجارة يوجد 13 مصنعا للسجائر مسجلا في الأردن
قال عبد الرحمن عياش أحد المدخنين " اشتريت طفاية سجائر خاصة أحملها عند خروجي من المنزل " ولفت إلى استغراب أهله وأصدقائه حينها تحمله عبئ حمل هذه الطفاية مقابل سهولة رميها على الأرض.
وأضاف عياش " قبل شرائي هذه الطفاية كنت أحمل كيسا صغيرا أطفئ فيه السيجارة واحتفظ فيها لحين عودتي من المنزل أو أجد أقرب حاوية لرميها فيها.

هذا التقرير تم إعداده ضمن مشروع المدافعه الذي تنفذه الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية بدعم من مؤسسة هنرش بل-الأردن وفلسطين وبالتعاون مع موقع نيسان

نيسان ـ نشر في 2019-10-30 الساعة 15:28

الكلمات الأكثر بحثاً