اتصل بنا
 

حكومة النهضة لأول مرة

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2019-10-31 الساعة 08:58

نيسان ـ تابعت مثل غيري من المواطنين حزمة الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة لتحفيز الإقتصاد والتي حشدت لها كالعادة العديد من الاعلاميين على أمل أن تُعطي حديثها نوعا من الأهمية والقابلية لدى جمهور المواطنين الذين يسمعون أرقاما على شاشات التلفزة لا أثر لها في واقعهم الذي يرزخ تحت وطأة نير الضرائب والرسوم دون أن تنعكس على خدماتهم التي تسير باتجاه معاكس نحو الانحدار، أعود إلى حزمة الإجراءات كي لا أذهب بعيدا ً عن جوهر حديثي فقد لفت انتباهي أن أعضاء الفريق الحكومي الذي خرجوا علينا بمعية رئيسهم ليمطرونا بسيل من الإجراءات التخديرية البائسة التي تكشف حجم البون الشاسع بين هذه الحكومة واحتياجات المواطنين وهمومهم قد كرروا جملة لأول مرة على أمل شراء الوقت ومحاولة ضخ مزيد من الأوكسجين إلى حكومة تلفظ أنفاسها منذ ما يزيد على العام،
ويتناسى هؤلاء الوزراء ورئيسهم أن حكومة النهضة يحق لرئيسها ووزراءه ان يمسكوا بهذا اللفظ (لأول مرة) ويعضوا عليه بالنواجذ لأن حكومتهم الرشيدة جمعت من الأوائل ما لم يسبقها إليه أيا من الحكومات المتعاقبة :
لأول مرة يتم الإطاحة بحكومة (وهنا أقصد حكومة الملقي)على أثر احتجاجات الرابع بسبب قانون ضريبة لتأتي حكومة الرزاز بقانون أسوأ منه أدى إلى تراجع الإيرادات الضريبية وعطل عجلة الإستثمار بهروب عدم المستثمرين إلى الخارج وإغلقت العديد من المنشآت الإقتصادية أبوابها بل والأدهى من ذلك أن تقوم الحكومة بمسرحية ضعيفة الإخراج تمثلت بإرسال عدد من الوزراء إلى المحافظات بحجة التحاور مع المواطنين فكانت النتيجة طرد أغلب الوزراء -مع تحفظي على الأسلوب من قبل المواطنين - فهناك الف طريقة وأسلوب لرفض مقترح القانون الذي طبقته الحكومة سيرا على قاعدة - شاوروهم وخالفوهم- إلى جانب أن الحكومة أعلنت أن قانون الضريبة سيزيد الإيرادات الضريبية وهي اليوم تعلن ارتفاع عجز الموازنة في الشهور الثمانية الأولى من عام 2019 إلى حوالي 891.5 مليون دينار مقابل عجز مالي حوالي 781.5مليون دينار خلال نفس الفترة من عام 2018.
ولأول مرة تحدث فاجعة بحجم حادثة البحر الميت ويذهب ضحيتها 21 وفاة و35 جريحا ولغاية اللحظة لم يتم إعلان ما توصلت اليه اللجنة من مسببات إلى جانب الفشل الذريع في طريقة التعامل مع جثث الضحايا والطريقة الساخرة بإخراج وزيرين من الحكومة تم مكافأة كل منهما بموقع وهنا يثور تساؤل إذا كان الوزيران مسؤولان عن الكارثة فكان الأحرى محاسبتهما؟ وإذا كان لا ذنب لهما لماذا تم إخراجها؟ أليس هذا تمثيل ومحاولة احتواء بائسة لمشاعر الضحايا
ولأول مرة يتم إجراء أربع تعديلات حكومية كانت بأعداد متواضعة تراوحت بين (3-4)حقائب في أحسن حالاتها مع مراعاة اتباع خطة خالد بن الوليد تبديل الميمنة بالميسرة والمقدمة بالمؤخرة في أقل من سنة وهذا مؤشر واضح على ضعف الإختيار وتردي الأداء.
ولأول مرة يتم استحداث وزارة للأداء المؤسسي ثم بعد أقل من شهرين يتم إلغاء الوزارة بعد أن تم تأمين وزارة للوزيرة العابرة للحكومات ليتم إعادة الوزارة مرة أخرى وهذا مؤشر على فقدان الحكومة لرؤيتها تماما تجاه القطاع العام وتطويره.
ولأول مرة يتم هدم الصوامع في مدينة العقبة لإنشاء صوامع فريدة من نوعها في العالم وبكلفة بسيطة من خلال تخزين القمح في منطقة الماضونة تحت أشعة الشمس وتحت حراسة الكاوتشوك ليكون صحيا أكثر.
ولأول مرة يحدث إضراب لأحد أهم القطاعات رسالة ودورا وتتعنت الحكومة ويغيب رئيس الوزراء عن المشهد ليظهر بعد أسبوع معلنا أن لكل حادث حديث ويسانده وزير التربية والتعليم ب( No Comment) ويستمر الإضراب لمدة قاربت الشهر حاولت الحكومة خلالها بذل أسوأ الجهود وطرح أفقر الحلول لترضخ في النهاية لمطالب المعلمين وهنا أتساءل لماذا انتظرت حكومة حدوث كل ذلك ولمصلحة من هذا الهدر للوقت الدراسي لطلبة بعمر الورود بعضهم يدرسون في مدارس مستأجرة أو عفى عليها الزمان بناء وتجهيزا.
ولأول مرة يتم إعادة وزير داخلية إلى الوزارة بعد أن تم إخراجه من قبل مجلس النواب الحالي نتيجة اخفاقه وتقصيره في أداء واجبه الأمني وظهر ذلك جليا في التعامل مع خلية الكرك الارهابية ليعود منتقما فيحيل الأمين العام للوزارة وهو يحمل درجة الدكتوراه وبعمر لا يتجاوز (47عاما)بينما هو على مشارف الثمانين فيعطي بذلك رسالة واقعية على أن التمكين الشبابي حلم لن يتحقق.
ولأول مرة تبقى وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لمدة تزيد على الثلاث الشهور تعمل من خلال وزير مكلف بثلاث وزارات وكأنه سوبر مان الحكومة لا خبرة له في المدارس و شؤونها وفنياتها بل لم يدخل يوما إلى غرفة مدرسية مدرسا أو مشرفا أو مديرا .
ولأول مرة تمنح الحكومة من خلال وزارة الطاقة جوائز لمن تقل فاتورته الشهرية عن خمسين دينارا فوانيس كهربائية فتشعر وكأنك في برنامج فوازير رمضان ومسابقاته وكان الأحرى بها أن تشجع الطاقة البديلة والمتجددة وتحفيز المواطنين والقطاعات المختلفة على التوجه نحوها.
ولأول مرة تصم أمانة عمان اذانها عن صريخ المواطنين وانينهم من الاختناقات المرورية التي سببها العمل في مشروع الباص السريع غير ابهة بالكلفة المالية التي يدفعها المواطن كضريبة إضافية نتيجة استهلاك الوقود العالي أثناء تعطله في الاختناقات المرورية والأثر المالي الذي انعكس على أصحاب المحلات التجارية في بعض المواقع والتي دفع أصحابها مبالغ من مرتفعة بدل إيجارات وخلو وهاهم الأن يئنون صباح مساء.
ولأول مرة في تاريخ الاردن يتم ضخ هذا العدد من طلبة الثانوية العامة والذين حصلوا على معدلات عالية وبنسبة نجاح مرتفعة إلى الجامعات الحكومية دون التفكير بمصير هؤلاء بعد أربع سنوات مالذي ينتظرهم؟
ولأول مرة تحصل حكومة في تاريخ الاردن على أدنى نسبة شعبية لأعضاء الفريق الحكومي في إستطلاع الرأي الذي أجراه مركز الدراسات إلاستراتيجية بعد مرور عام على تكليفها.
ولأول مرة يتم إخراج وزير من الحكومة لعجزه عن السير بهيئة الإستثمار إلى مسارات الرؤى الملكية ليتم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة شركة الاستثمارات الحكومية.

نيسان ـ نشر في 2019-10-31 الساعة 08:58


رأي: د. عبد الهادي أبوقاعود أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً