هل هي استدارة سعودية عن حماس؟.. (إنهم لم يلتقطوا الصور مسبقا)

لماذا لم نر أي صورة لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك رغم الإعلان بان الملك السعودي التقى بوفد من حركة حماس؟

هل الإجابة هي لأن السعوديين كانوا يعرفون مسبقا حجم الضغوط التي ستمارس عليهم فعمدوا الى اتخاذ إجراءات إستباقية تدعم ما سيقولونه لاحقا؟

وهل احيطت حماس علما مسبقا لهذا التزمت الصمت وهي تسمع من وزير الخارجية السعودي بان لقاء العاهل السعودي بوفدها ليس سياسيا وان ما جرى هو أداء خالد مشعل وإخوانه للعمرة فقط؟

كان مفاجئا الاستدارة السعودية السريعة عن خطوتها المتعلقة بالاقتراب من حركة المقاومة الإسلامية حماس، لكنها المفاجأة للمراقبين وليس لحركة حماس أو المطلعين على ما جرى من ترتيبات لحيثيات الزيارة.

لم تمض أيام على استضافة الرياض لوفد من حركة حماس والتهليل الواسع الذي أسمعه النخب السعودية لسياسة بلادهم وما زال؛ حتى وقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليقول للصحافيين وبجانبه نظيره المصري سامح شكري: إن الزيارة كانت لأداء العمرة وليست سياسية.

المفاجأة ليست في هذه بل في حرص أعضاء وفد حركة حماس على الظهور بمظهر المعتمرين خلال يومي الزيارة، بل إنهم التقطوا صورا تعزز ذلك. بينما لم تخرج الصحافة من لقاء رئيس المكتب السياسي خالد مشعل مع خادم الحرمين الشريفين بصور ولا حتى بتصريحات سعودية ذات شأن، وكل ما كان بيان مقتضب ومتحفظ للحركة يعلن عن اللقاء، وهذا كل شيء.

نظام عبد الفتاح السيسي وهو يهرع الى الرياض برسالة حملها وزير الخارجية كان يبدو عليه التوتر، خاصة مع إطلاقه حملة إعلامية ضد العربية السعودية توجها محمد حسنين هيكل الإعلامي المصري الأب الإعلامي لانقلاب وزير الدفاع المصري على رئيس الجمهورية المنتخب عندما قال: في أول ظهور له منذ آذار الماضي: "السعودية ستغرق حتمًا في دخولها حرباً مع اليمن ولكنها حذرة جدًا، فالقبائل يعرف بعضها بعضًا جيدًا".

وأضاف: "السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي، ولكن يمكنها أن تشكو إلى الأميركيين وتعاتبهم وهم يعتبرون توقيع الاتفاق خيانة لهم".

رغم إدراك السعوديون لحجم العداء المصري للعهد الملكي السعودي الجديد إلا أنهم يتصرفون مع هذا العداء بهدوء وبتعقل تاركين لإعلامييهم المقربين من البلاط الملكي شرح ما يجري وإفهام المصريين أنهم على علم بحيثيات المشهد، من دون أن يتخذوا أي إجراء علني بحقه.

"ليس بيد حماس إلا أن توافق على العرض السعودي بمستواه الحالي.. لتكن عمرة إذن" .

من الواضح إن التموضع السعودي يعتمد اليوم على تجميع الذخائر في حال انفجرت العداوات السرية بينها وبين مصر. وحركة حماس بوضعها الراهن لن تقول: (لا) بالتأكيد.

لقد أفاقت السياسة السعودية على سلة مثقوبة كانت تضع فيها كل بيضها.

"السلة الأمريكية مثقوبة ولا يمكن الوثوق بها" هذا بالضبط ما تشعر به السعودية اليوم وهي ترى كيف عمدت الولايات المتحدة الامريكية على بيعها في أول محطة توقفت فيها مع عدو المملكة الاول "إيران".

ويشعر السعوديون بمستوى الضرر الذي أحدثته السياسة التي ابتعها عهد الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، وان عليهم (رتق) فتق اتسع وهم غير متأكدين من نجاحهم في ذلك لكنهم في أية حال يحاولون صوب تركيا مرة وقطر مرة أخرى، وحركة حماس مرة ثالثة، وذلك من دون ان ترغب في ان تفقد تحالفاتها السابقة.