اتصل بنا
 

معان.. عاصمة الأردن الأولى بلا مشروعات تنموية

نيسان ـ نشر في 2019-11-04 الساعة 13:52

x
نيسان ـ في كتب التاريخ تذكر معان أنها العاصمة الأولى للأردن، حيث أقام فيها الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين وأقام فيها قصرا، وظلت على المرار تحظى بدعم واهتمام الملوك الهواشم
وإذا ما زار أحد معان، فيرحب بها أول جسورها على الطريق الصحراوي، إذ كتب عليه «معان عاصمة الأردن الأولى»
وعلى غرار محافظات كثيرة تبعد عن العاصمة الحالية «عمان» تعيش معان، إذ لا يرتقي اهتمام الحكومات وتوجيهها للتنمية والاستثمار فيها، إلى مستوى محافظة تعد الأكبر مساحة في المملكة، وتحتوي على مقومات صناعية وزراعية وسياحية، لا تمتلكها أي محافظة أخرى
وفي بطون الأبحاث والدراسات وكان أهمها ما أجراه مركز الدراسات بجامعة الحسين، فإن قرى عديدة بالمحافظة صنفت على أنها من أعلى القرى فقرا في المملكة، فيما أشارت الدراسات إلى انتشار البطالة وبطء التنمية، موصية بتوجيه المشروعات التنموية والتشغيلية إلى المحافظة
وأكد غالب أبو عودة، أن لا مشروعات تنموية أو استثمارية كافية من شأنها النهوض بالمنطقة والمساهمة في تنمية الأرض والإنسان، وإذا ما نظرنا إلى بعض المشروعات الموجودة في المنطقة التنموية وغيرها، فإنها أثبتت نجاحا، وكذلك شمس معان، إلا أن المنطقة لا تزال بحاجة
وأشار إلى أن كل مشروع تنموي يقام في معان سينعكس بكل تأكيد على المنطقة وأهلها، فجامعة الحسين على سبيل المثال والتي أسست قبل نحو عشرين عاما، لها أثر تنموي مهم على المحافظة بأسرها
وعدّ أبو عودة، أن المنطقة ينقصها كثير من المشروعات بما يتماشى مع حاجات السكان، وبما يستغل ثروات وخصائص المنطقة الصناعية والزراعية والسياحية
وقال النشاط محمد الرواد إن معان كانت ولا زالت وبشهادة المختصين والخبراء، من أفضل المناطق التي تصلح لإقامة الاستثمارات الصناعية، إلا أنه لا جدية من الجهات المعنية في جلب الاستثمار وتوجيهه نحو المنطقة
وأضاف الرواد: كان لنا تجارب كثيرة، فمصنع الزجاج الذي كان ناجحا ويعيل مئات الأشخاص ويوفر لهم فرص العيش والعمل أغلق ولم يفتح حتى الآن، أما مصنع السيارات فهو مشروع أدخل البهجة لنفوس كل المعانيين، لكنه أجهض قبل الولادة وغيره من مشروعات
وأوضح رعد الجازي، أن هناك حاجة ماسة لتوجيه النشاطات الاقتصادية إلى المحافظة نظرا لامتلاكها خصائص ومقومات تصلح لشتى الاستثمارات والمشروعات وأيا كان نوعها
وأشار إلى أنه لا بدّ من إجراء دراسة حديثة من قبل الحكومة لواقع معان وحاجاتها التنموية ومدى صلاحيتها لإقامة الأنشطة الاستثمارية، وبما ينعكس على أهلها في المدن والقرى والبوادي، ويخفف من نسب الفقر والبطالة لديهم
ودعا علي الطورة إلى دعم المنطقة التنموية والترويج لمزاياها الاستثمارية، كونها من المناطق التي حققت قفزات نوعية يشهد لها، ولكنها بحاجة إلى الدعم الحكومي المستمر، كي تحقق الغايات والأهداف التي أقيمت من أجلها وبين رئيس بلدية الجفر فواز النواصرة، أنه لا بدّ من إطلاق برنامج تنموي شامل للمحافظة يتضمن إقامة مشروعات تنموية وجلب الاستثمارات والترويج للخصائص الاستثمارية للمنطقة، وبما يراعي توزيع ذلك على التجمعات السكانية، للحد من نسب الفقر والبطالة التي تعيشها
وبحسب تقرير لدائرة الاحصاءات العامة لدراسة حالة الفقر فــي الاردن استنادا الى «مسح نفقات ودخل الأسرة 2010» فقد بلغت نسبة الفقر في معان 6 26% مقارنـة مـع 4 14% علـى مستوى المملكة، فيما تشكل نسبة الفقراء في المحافظة 5 3% مـن إجمالي عدد الفقراء في المملكة
وتعد معان أكبر محافظات المملكة مساحة، وتبلغ مساحتها ما نسـبته 37% من مساحة المملكة، فيما يزيد عدد سكانها عن 150 ألف نسمة
وتضم المحافظة 4 ألوية، هي، القصبة، والبترا ذات الخصوصية السياحية، ولواء الشوبك الذي يمتاز بطبيعته الزراعية، إلى جانب لواء الحسينية، إضافة إلى 4 أقضية ضمن مناطق البادية التي تصلح لإقامة المشروعات الصناعية المختلفة
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تطوير معان المهندس حسين كريشان، إن هناك العديد من الخطط والمشاريع الطموحة لدى المنطقة التنموية، كما أنه يوجد الكثير من المشروعات والمصانع العاملة في المنطقة
وأشار إلى أن جلب واقامة مشروعات واعدة في المنطقة، يحدث مزيدا من الفرص الأخرى، التي ستستفيد منها المحافظة بكافة مناطقها
ولفت إلى سعي جاد للترويج لمنطقة معان التنموية ومزاياها وخصائصها، من أجل جلب مزيد من الفرص التي تسهم في تنمية المنطقة تنمويا واقتصاديا وتلبي طموحات الأهالي
وأوضح كريشان ان منطقة معان التنموية اعدت خارطة استثمارية لمجموعة صناعات ذات مزايا تنافسية ومرتبطة بالثروات الطبيعية مثل السيلكا، الفوسفات، الكاولين وغيرها، وتشمل هذه المشاريع مصنعا للزجاج، ومصنعا للعبوات الزجاجية والسيلكا جل وسيلكات الصوديوم والبوتاسيوم، اضافة الى حامض الفوسفوريك عالي النقاء والسماد المحبب وبلاط السيراميك وألواح الطاقة الشمسية، حيث يتوفر لهذه الفرص دراسات جدوى اقتصادية مبدئية متوفرة للمستثمرين
ونوه إلى ان انشاء ميناء معان البري ووجود سكة الحديد سيساهم بتحفيز عجلة النمو الاقتصادي وتطوير وتعزيز منظومة النقل وسيؤدي الى جلب المزيد من الاستثمارت عبر موانئ العقبة، ويساهم في سرعة مناولة ونقل البضائع من موانئ العقبة إلى ميناء معان البري، ويقلل كلفة النقل، إضافة إلى أنه يشكل نقلة نوعيه لكافة القطاعات ويعزز الموقع التنافسي لمنطقة معان التنموية
وتأمل عاصمة الأردن الأولى، بأن تصبح على غد أفضل، تنمويا واقتصاديا، يحول الرؤى والطموحات إلى واقع أجمل، وبما ينهض بالأرض والسكان

نيسان ـ نشر في 2019-11-04 الساعة 13:52

الكلمات الأكثر بحثاً