اتصل بنا
 

نحن نَكْتُبُ أولى رَسائِلِ حُبِّنا في مَناشيرٍ ضِدَّ الرّيحِ ولا نَعّْتَرِفُ بِحِيادِيَّةِ القَمَر

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-11-12 الساعة 23:02

نيسان ـ يقولُ الفيلسوف والشاعر الألماني ( فريدريك نيتشه" (1844 -1900 )): (إن أنبلَ أنواع الجمال ليس ذاك الذي يفتن برميةٍ واحدة، بهجومٍ صاعق مُغرٍ – فإن مثل هذا الجمالِ يثيرُ بسهولةِ النفور -، بل هو جمالٌ ينساب ببطء، نَحملهُ وكأننا لا نشعر بهِ، ويعاودُنا يوماً في حلمْ، هو جمالٌ يشغلُ مدةً طويلة مكاناً من قلبنا محدوداً، وينتهي بأن يَتملِكنا تملكاً تاماً، بأن يملأ عيوننا دموعاً، وقلبنا حنيناً)
هذا زمنُ الشَدّ فاشْتَدّي..
وقدْ صارتْ الريحُ عاتيةً والعواصِفُ باتَتْ تأتينا بَرّاً وبحراً وجوّاً وبريداً
وصارَ لِزاماً علَيّنا
أنْ ( نَغْمِسَ) الريشةَ بالدَمِ، كيّ نكتبَ نَصَّاً في القَصيدةْ
صارَ لِزاماً علَيّنا
أنْ ( نَغْمِسَ) النَظّارةَ بالدَمِ، كَيّ نَقرأَ سَواداً في خُطوطِ الجَريدةْ
ولكنَّ القلبَ عَنيدٌ مَهما كانَ الخَطْبُ عَنيدا
.....
إنّ الفَرحَ عِملةٌ نادرةٌ في بلادي، كَما وإنَّ الحُلُمْ وَ الحُبّ لا يَسقُطُانِ بالتقادُمِ ابداً.
مُنذُ ثلاثة عقود والأراضي العربية مغتصبة إما كلياً او جزئياً، والمغتصب واحدٌ لا يخفى على أحد...
في خطابِ العرش وَفِي لَحظاتِ التأمُلِ برسائِلِ جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، قال :" كما وأُعلنُ اليوم إنتهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الغمر والباقورة، في إتفاقية السلام، وفرض سيادتنا الكاملة على كل شبر منها"
كان خبراً مزلزلاً، يدعو للفخر والشموخ والقوة والأنفة، كان خبراً يؤنس وحدة الفرح، ويزيد من إيماننا المطلق بقيادتنا وبأنفسنا..
قال أحدهم: يَتَسلّلُ [ الّرَوانُ ] إلى حُقولِ القمحِ أيضاً، فَلا اكْتمالَ في الحضورِ الجميلِ للأشْياءِ في الكونِ إلاّ في أرضٍ لَمْ نَخّطُ فيها بَعدْ.
وقالَ آخرٌ لجلالةِ الملك:"مِثلُ التَمَرّدِ في عقاربِ الساعةِ على تَعّريفِ الفُصولِ والسِنينْ،
إنّي أحبّكِ.
مِثلُ موناليزا الخَجلِ في وجَنتيّكِ هُناكَ على أسوارِ الثانويّةِ
وفي مَدرسةِ البَنينْ،
إنّي أحبّكِ..
نَحّْنُ لسّْنا كَبَقِيَّةِ هذا الكَونِ ( الرّومَانْسِيِّ)
نَحّْنُ نعّْشقُ الأرضَ مَعَ الرضْعَةِ الأولى، نحنُ نَكْتُبُ أولى رَسائِلِ حُبِّنا في مَناشيرٍ ضِدَّ الرّيحِ ولا نَعّْتَرِفُ بِحِيادِيَّةِ القَمَر، مُنذُ ما قبلَ أنْ يضعوا علاماتٍ للحدودِ هُنا وهُناكَ، ومُنذُ ما قبلَ أنْ يَخْترعوا الأسلاكَ الشائكةَ ومكاتبَ التحّقيقِ، ومُنذُ ما قبلَ أنْ يكونَ هناكَ نقطةُ تَفتيشٍ على الهويّةِ أيّنما نظَرتِ حَوْلكِ، ومُنذُ ما قبلَ أنْ يُفصّلوا تعاليمَ الفلسفةِ والأيْديُولوجيا، ومُنذُ ما قبلَ أنْ يكونَ فيضانُ نوحٍ، ومُنذُ ما قبلَ أنْ تكونَ معاركُ الأسرى في حلَباتِ المُصارعةِ الرومانيّةِ، ومُنذُ ما قبلَ أنْ يُزوّروا نُصوصَ التاريخِ ويُقَسّموا الجَغرافيا: وأنا أحُبّك وأُحِب وَطَنْ..
حين يلامس هواء الباقورة وجهك، يداعبك قليلاً، يسلم على خصلات شعرك ويستنشقها، يقبل جبينك، فتقبل الأرض وتقول:
عُطوري لا تأتي مِنْ باريسْ
عُطوري فيها الوصْفةُ سِحْريّةْ
والرحيقُ فيها بَعضٌ منْ رائحةِ اللهِ والزعّْترُ لُغّْزٌ والسِرُّ في الميرَميّةْ
والخَلطةُ تَسْكنُ الكُتبَ المُقدّسةَ وما زالتْ حَتّى الآنَ سِرّيةْ
عُطوري هيَ من لَحمٍ ودمٍ والتاجُ عِقالٌ وشبرية
فنجانُ قَهوةٍ وأنا وزجاجةٌ منَ النَبيذِ الأحْمرِ راوَدَتني عنْ نَفْسِها هذا المَساءَ، ولكنّي ما زِلتُ (يوسِفيّاً) يَخْتصِرُ الكَونَ النَشازَ في قَهْوتِهِ المُرّة لأن الفَوضى في قَلبِي ليّْستْ بِحاجةٍ إلى ( دارِ افتاءٍ) ولا أيديولوجيا التَفسيرِ، كَيّْ أُتَرجمَ بِها صَوْتَ الشوق و الحب واللهفة، حتى نصلي في محرابِ المسجد الأقصى ذات نهارٍ قريب - ان شاء الله-

*ضِدّ الصهيونيّةِ والفاشيّة:
لاحظتُ أنّ بعضَ الأشخاص يضَعون مقولات (لأدولف هِتلرْ ووزيرِ إعلامهِ) آنذاك تتَعلّق ( باليهود) ، وهذا نهْجٌ خاطىءٌ تماماً لأسبابٍ عِدة أهَمُّها أنّ هتلر كانَ فاشيّاً عُنصريّاً يُصنّفُ الأعراقَ حسبَ ( دنُوّها) بعد العرقِ (الآري العظيم) حسبَ وُجهةِ نظرهِ العُنصريّة!! وحدثَ أنْ صَنّفَ اليهود كأدنى درجة لأسبابٍ خاصّة بالمجتمع الألماني مع العلم أنّ اليهود ليسوا عِرّقاً أساساً وهذه السياسة أدّت إلى التسريع في تسْفير الكثير من يهود أوروبا إلى فلسطين العربية والذي نَظّمتهُ بريطانيا الإستعمارية، كما أنّ ( العرب) كانوا أيضاً ضمنَ ذلكَ التصنيف النازيّ، إنّ مُشكلتنا الحقيقيّة هي مع الحركة الصهيونيّة التي هي حركةٌ فاشيّةٌ عنصريّة وليسَ مع (اليهودية) كَديانة إطلاقاً ولأنّنا الضَحيّةَ هُنا لا يعني إطلاقاً أنْ نلبسَ ثوبَ الجلاّد أيضا في تَبنّينا للفكر العُنصري والذي مَصيرهُ الهزيمة حَتماً ، عندما نُدركُ حقيقة الصراع معَ الصَهاينة نستطيعُ أن نَنتصرْ.

نيسان ـ نشر في 2019-11-12 الساعة 23:02


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً