اتصل بنا
 

يحدث أن تَهِبُكَ الحياة وَطَناً على هَيئَةِ فتاةٍ برائحة الروان

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-11-21 الساعة 13:49

نيسان ـ سألَتني: هل تكونُ الكَلِمَةُ مُسدّساً؟!
قلتُ: نعم تكونُ..
وَ تَكُونينَ أنتِ الوحيدَةُ في المعركةِ
فَأنتِ الرصاصةُ الأخيرةُ
وَأنتِ ظلُّ اللهِ هنا
أنتِ كلّ شيءْ....
فِي ظِلِ الانقِسامْ، والتَخبُط، وإِنعدامِ الرؤية و اختلالِ موازينِ المَنطِقْ والوَعي، في (عام2016) و (في غياهِبِ الجُبْ) بَرَزَ اسمُها وَبِقوة، رافِضَةً أي تَزييفٍ او استِسلامٍ.. بَرَزَتْ بجمالِها وَ عُنفُوانِها وَ (خُلُقِها) فكان لِزاماً عَلَيَّ أَنْ أُسقطَ كُل.َ
شَئٍ جَميلٍ يحصُلُ فِي حياتِي (عَلَيهَا) فَكانَتْ تحاوِرُنِي وتحتَويني دون تَجميلٍ او تغيير او تَزييفٍ لما هو ظاهرٌ للعيان،
( الرَّوان) مُنذُ اليومِ الأَوَّل كانَتْ تَرْفُضُ أن تكونَ على الحِياد وَترفُضُ رماديَةً تَتّسِمُ بِها (بَعْضُ نِساءِ هذا الزمان) .. هي في صَفِ القَلبِ و كَتِفاً بِكَتِفٍ مع العَقل، و حُباً وَ فخراً مع نَفسِها، و اعتزازاً وإجلالاً بِعائِلَتِها....
كان خَريفاً بنكهةٍ عِشقيةٍ قاتِمَة! وكانَتْ ذاتَ حُضور دائم - رغمَ غيابِها-، أذكرُ أنها سألتني ذاتَ مَساءٍ ماطِر، وكانَتْ دقائِقُنا لا تُسعِفُنا لنتحدث كثيراً فكان جُلُ حَديثنا عبر ( الواتساب)، فهو الشاهِدُ الحَزينُ على كُلِ شئ..
قالتْ: أنتَ مُتعبٌ ؟
قُلتُ: نعمْ..
قالتْ: ولكنّكَ أحْرقتَ كلّ السُفنْ، والآنَ أنتَ على بُعدِ حُلمٍ أو أكثرْ !
قلتُ: بلى، وسأفَصّلُ من حُلمي الطريقْ..
فأنا العَربيُّ القابعُ على أطْرافِ القبيلةْ،
أنا العَربيُّ النائمُ في أحْضانِ المَذهبِ والعَشيرةْ،
أنا العَربيُّ المُتَمتْرسُ على ضِفافِ الدمْ،
أنا العَربيُّ المُثخنُ بإرثِ العَتمةِ،
أنا العربيُّ المُحتَلُّ بجدليّةِ القاتلِ والمقتولْ،
....
لا
أنا العربيُّ الفَخورُ بِعروبتي مَهما يَعْلو النشازْ
...................
و استرسَلتُ قائِلاً:
حَدثَ أنّي وُجِدتُ على هذهِ الأرضْ،
وحدَثَ أنّي التَقيّتكِ،
وهكذا بدأتْ قِصّةُ الحياةْ.
بينَ بدايةِ قُصَّةِ الحياة و إنتهائها كُنْتُ ( انا) الثابِتُ الوَحيد، وكانَ كُلُ شئٍ قابِلاً وَ قابِلاً (للتغيير)، لا جَديدْ فيما تَطايرَ من كلمات، كَثيرٌ من الإنشاء، وكَثيرٌ من اللغوّْ، وكثيرٌ من الخشب،
وقليلٌ من الرُؤية والإستراتيجيةْ !
يقولُ ( جان بول سارتر) :
"إذا وجدتَ كتلةً كبيرةً من الصخر تسدُّ الطريق وتمنع المرورْ، هذه حقيقةٌ لا أستطيعُ تغييرها، لكنْ لديَّ الحرية لكي أفسّر معنى وجودِها. ربما تعني أنّها مجردً عائقٍ عليَّ أن أتخطاه، أو تعني أنّني فشلتُ في مواصلةِ السير في هذا الطريقْ، أو يمكنُ أن أنظرَ إليها كلوحةٍ فنيّة تندمجُ مع الوسط المحيطِ بها. أو مجرّد عيّنةٍ صخريّةٍ تصلحُ للأغراضِ العلمية. تفسيرُنا للواقع، هو الذي يخلقُ عالمَنا الذي نعيشُ فيه."
وأنا أقول:
نعم، منْ أيّةِ زاويةٍ نَرى العالم هو ما يُفسّرُ كلّ شيءٍ حولَنا، ويحدّد ردود أفعالِنا، فَكلٌّ لهُ عالمُهُ الخاصْ بهِ، ومدى جماليّةِ العالمِ الأكبرِ الذي نعيشُ فيهِ هو مَدى تقاطعِ عَوالِمنا الخاصّةِ بِنا نحوَ عالمٍ أجملْ..
بينَ كلّ حُلمٍ وحُلمْ يوجدُ ( حُلمٌ !) آخرٌ ، يُسمّى جَدلاً ( بالواقِعْ!)
كانَ حُلُمِي بَسيطاً جِداً (هِي)، أذكُرُ و كُلي غَصَّةٌ بأنها حُلُمِي الذي أعادَ لِي إتِزانِي، في 2018/4/9 كانَتْ آخِرُ كَلِماتِها: " كُنْ بِخَير، بحبك" وَ غادَرْت بلا عَودَة، لستُ (عاطفياً) بِشكلٍ مُفرِط، وَ لَستُ (رومانسياً) بِشكلٍ عَميق، وَ لكنني ببساطةٍ مُجرَّدَة آمنتُ فِي وَقتٍ كان لا بُدَّ أن أَكفُرَ (بالحُب)، أَحبَبتُ فِي وَقتٍ كانَ لابُدَّ أن أبقى فيه متماسكاً (خارجياً) على الأقل، أملْتُ رأسي على كًتِفٍ وَرَقِّي هَشْ، كُنْتُ مُقدِماً على كُلِ شئٍ يَمُتُ (لها) بِصِلَةْ، حتى أنَّنِي تَعلَّمتُ ( اللغةَ الإيطالية) لأجلها، كُنتُ مُدركاً حينها بأنَّ الحياةَ تَهِبُكَ وَطَناً على هَيئَةِ فتاةٍ أحياناً،.
فِي الأمس أدركتُ بأنني (أحببتُها) بِصدق، أَيقَنْتُ بأنني (أملأُ وَقتي) أُصادِقُ النِساء، أُمارِسُ العَبَثَ الفيسبوكي، لكي لا أُفكِرَ بِها، بالأمس كُنتُ قد أقدمتُ على خُطوةٍ أعادتني لأتقوقع فِي عامِ ال2016، حين هَمَمتُ لرؤيةِ فتاةٍ بِقصدِ (خِطبَتِها)، كانت ذاتَ بهجةٍ وَحضور، كُنتُ قد رأيتُ (الروانَ) في غمازةٍ ترتسمُ فوق مبسَمِها،
- كَما وَكنتُ انا فرصةً جميلةً لأي فتاة تُفكِرُ بالإرتباط-.
بعد إتمامي لسيجارتي، وَبعد تجاذُبِ أطرافِ الحديثِ مَعَها، هَمَمتُ بالهروب؛ الهروبِ ذاته الذي أمارِسُهُ حين أُجابِهُ ذكراها،
والبقاءُ كحالِ (غسان كنفاني) حين مارس عِشقهُ ( لغادة السمان)
حيث أذكر ها هُنا ما قالَهُ غسان: "دونكِ أنا في عبثٍ، أعترفُ لكَ مثلما يعترفُ المحكومُ أخيراً بجريمةٍ لم يرتكبها"

الهُروبُ مِن فكرةِ أن (أظلِمَ) إحداهُنَ، وأن أغير إسمها، وأن أُجسِدَ كل شيء لها من أجلِ فكرةٍ او حتى حُلُماً أحببتُه، فأنا دائماِ ما أظلِمُ نفسي، (نفسي فقط)..
*كُلنا نَظْلُمُ أنفُسَنَا دونَ أن نَشعُرَ بذلك إلا مُتأخِراً، لِنخسرها، أو لِنقْبَعَ معها فِي ماضٍ لا يعودُ ابداً.. وَ أحلامٍ تتساقطُ تِباعاً!.. وَ عُمرٌ يمضي بلا شيء ودونَ شيء..

نيسان ـ نشر في 2019-11-21 الساعة 13:49


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً