اتصل بنا
 

الحكومة تحاور المتعطلين عن العمل في ذيبان وتلاحقهم بالعصي في الكرك

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-11-26 الساعة 14:38

الحكومة تحاور المتعطلين عن العمل في
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...فيما ينخرط فريق وزاري "بفكفكة" أزمة المتعطلين عن العمل في لواء ذيبان كان المحافظ يفتك بالمتعطلين في الكرك. ما الرسالة التي يراد إيصالها بهذه الفوضى؟
في ذيبان يتعرض المتعطلون للدلال، وفي الكرك تلاحقهم العصي، هو تضارب للرؤى والمنهجية الرسمية حيال أزمة وطنية كبيرة، اسمها المتعطلون عن العمل.
أن يجلس فريق وزاري مع المتعطلين عن العمل في خيمتهم بذيبان، ويستمع لهم ويحاورهم، فهذا يعني أن وزير العمل وصحبه ينوون تقديم كل ما يمكن تقديمه رسمياً للشباب، لكن كيف لنا أن نفهم سلوك محافظ الكرك في التضييق على الشباب واستخدام القوة الأمنية لفض اعتصامهم السلمي؟.
"لسنا حارة كل مين إيده إله". فهل رئيس وزراء السياسة الرسمية في ذيبان غيره عن رئيس وزراء في الكرك؟ نريد أن نفهم فقط.
في الحقيقة، ما كان على الحكومة تقديمه منذ وقت طويل، وقبل أن يتوافد العشرات ومن كل المحافظات إلى باب القصر ان تنزل الحكومة عن رأس الشجرة وتستمع لهموم الناس وقضايا الشباب خاصة، لا ان تتركهم أياماً طويلة بمواجهة البرد أمام القصر، فلا وظائف في القصر ولا مشروعات تنموية، إنها مهمة الحكومة والمؤسسات الرسمية.
اليوم، لم يعد كافياً أن تنزل الحكومة إلى الشارع وتلتقي المتعطلين عن العمل وتتحدث عن نيتها خلق فرص عمل، عليها التشبيك الحقيقي مع كامل المؤسسات الرسمية والخاصة؛ لخلق فرص عمل سريعة للشباب حتى وإن استدعى الامر تقديم سلة "حوافز ضريبة تصاعدية" للمستثمرين، مقابل تشغيل مئات المعطلين عن العمل.
ماذا يعني أن تدرس سنوات طويلة في المدرسة وعقبها في الجامعة ثم تجد نفسك مجرد رقم في سجلات المتعطلين عن العمل؟ وماذا يعني ان تحمل برأسك حلماً كبيراً وانت لا تجد أجرة باص يقلك من منزلك الى حواف أقرب مدينة على فقرك؟.
زيارة الوزراء الواجبة وإن حملت في طياتها تفاؤلاً مجتمعياً في تكسير صور وأنماط صيغ العمل الرسمي والبدء بتأسيس حالة صحية إلا انها تحتاج لترسيخ قيم التشاركية بين مؤسسات الدولة يشعر معها الاردني بأنه مواطن ولا تقذفه الجغرافيا المانعة عن عمان من فوق جبال من تنظير وأرقام إلى بطن وادٍ سحيق يستقر في أحشائه اليأس والخذلان.
صحيح ان انطباعاً سوداوياً يكتنف صورة الوزير الأردني، ولن تبيّض سيرته الوظيفية مجرد زيارة لمحافظة غارقة في فقرها، لكنه جهد مقدّر، ونريده ان يحدث أثراً في كامل ملف المتعطلين عن العمل في جميع محافظات المملكة وليس في ذيبان وحدها.
أن مهمة تشغيل الشباب وتأمين احتياجاتهم تحتاج إلى رؤية حصيفة يتشارك القطاع الخاص والحكومي في تمتين جوانبها، تقود إلى انخراط جميع المؤسسات في تبني فكرة حماية المتعطلين عن العمل من خطورة المجهول.
لا نريد ان يسيطر الشعور بالتهميش وضياع الحقوق على شبابنا، فندخل حينها أزمة قاتلة لن تقف عند حدود الشباب وأسرهم.

نيسان ـ نشر في 2019-11-26 الساعة 14:38


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً