اتصل بنا
 

تبا لتضاريس الجسد..تنفسيني فدخان المرايا يخنقني

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-12-02 الساعة 22:11

نيسان ـ هي: (أنا) الأُخرى تَسكنُ في جَسدِ امرأةْ...
وأنا: (هوَ) أنتِ، وتَبّاً لتضاريسِ الجَسدْ...
أسْقطَتْ قِناعَها بالأمسِ لأَكْتشفَ قُصوراً في مُخيّلَتي لأنّها أجْمَلْ و أَعْمَقْ، قالتْ: أيهَا المُتَوّرِطُ فيَّ، انا لا أَرصِفَة لدي.. عمَّ الصَمتُ قليلاً، ثُمَ قالَتْ ولكن هذه المرة كانت عيناها الناطقتان بدلاً عن لسانها: لَنْ تَجِدَ تَفاصِيلي فِي أَحَد، سأبقى عُقدَتكَ إلى الأَبَدْ.
كانَ لِزاماً عليّ أن أقول: لاحُدودَ للحُقولِ المُلَوّنةِ هُنا بيّنَ الذهبيّ والأخضرِ، ليّسَ هُنا إلاّ أسلاكٌ شائكةٌ حولَ قَلبي ، لا حُدودَ لتضاريسِ حَنيني في عالمِ الضياعِ ، لا حُدودَ على مَداخِلِ التَنفّسِ إلاّ دُخانُ السجائرِ وغُبارُ المَدافعْ، لا امْتدادَ لدَهاليزِ المُساومةِ في ثَنايا روحي،
ليسَ هُنا إلاّ عَبثُ ( تشارلز ثيرون) في عَوْلمةِ اللّاهَويّةِ :
ما زِلتِ امْتداداً لِعَشتارَ،
ما زلتِ امتداداً للرملِ،
ما زلتِ امتداداً للخَرّوب،
ما زلتِ امتداداً لابْتسامَتكِ القاتِلَة،
وما زِلْتُ انا أعَرّفُ كلّ شيءٍ في الكونِ على أنّهُ ظِلّكِ.
أذهبُ الآنَ حَيثُ أتَوارى عنْ عُيونِ (الحقيقةِ) في أحضانِ الحُلمِ إنْ حضرْ، معَ أنّ الغُيومَ كَثيفةٌ في مُسّتنقعِ السرابْ، فالشمسُ لا تُشرقُ منَ الشرقِ صُدفةً حبيبتي عليّ أتَلَقَّفُ ذاتي في تَراتيلِ الحُضورِ المُقَدّسِ لهواءٍ تَتَنَفَّسينَهُ.
لا أعرفُ إنْ كانَ ما أكْتُبُهُ يُسَمّى ( شِعْراً أمْ نَثْراً أمْ عَبَثاً) أم كُلّ ذلكَ، كُلُّ ما أعْرفهُ أنّي أحاولُ أنْ أكْتُبَني، الفَوضى في قَلبِي ليّْستْ بِحاجةٍ إلى ( دارِ افتاءٍ) ولا ( أيديولوجيا) التَفسيرِ، كَيّْ أُتَرجمَ بِها صَوْتَ الحَنينْ الذي يجعَلُنِي أَتَحسسُ وَجهي كُلَ حينٍ لِكي أعلَم أيُ درجاتِ اليباسِ وَصَلتْ..
تعالى صوتها قبل قليل فقد كانَ جَلياً من خِلال رسائِلها على السناب شات، كررت كَثيراً ما يُسمّى "بالنصيبِ أو الحَظِّ أو المَكتوب على الجَبين لازم تْشوفُه العينْ".
كُل هذهِ المصَطلحاتْ ما هيَ إلاّ مُجرّدُ مُصطلحاتٍ انهزاميّةٍ بَحْتَةٍ لأنّها صُدفةٌ أو فِعلٌ أو ردّ فعلْ أو كلّها مُجْتمعةْ.
سألتنِي قبل قليل بعد شَدٍ وَ جَذبْ ماذا تُريد؟! كان جوابي سريعاً كنارٍ تتراقصُ فِي الهَشيم:
ضُمّيني الآنَ إلَيّْكِ
فبرْدُ الشِتاءِ باتَ يَنخٌرُ في ضُلوعي،
تَنفَّسيني..
لأنّ دُخانَ المَرايا باتَ يَخّْنقٌني،
ورئتَايَ تُقاتِلْانِ الآنَ على جَبْهةٍ أُخرى!
خَلفَ خُطوطِ الظلام...
آمَلُ أنْ لا تَقومَ القِيامةُ في الساعاتِ القليلةِ القادمةِ،
(فَقبلَتي) عبَرتْ المُحيطَ في حِراسةِ الحَماماتِ
ولمْ تَصِلكِ بعْدُ،
لأنّكِ أبعَدْ..
لأنّكِ أعْلى..
وعَدتني الحَماماتُ أنْ تَطيرَ بِقُبلتي إلى ما وراءَ الأفقِ حَتّى تحُجَّ مَشارفَ العُنقْ، عندها سأقولُ:
مَرحباً بِيومِ القِيامةِ
لأنّكِ الأقرَبْ..
أَذكُرُ هنا ما قالَ شِكْسبيرُ:( تَكونُ أنتَ أو لا تَكونْ)
قُلْتُ أنا: أنْ تَكوني أنْتِ هنا هوَ الشَرّْطُ الوَحيدُ كَيّْ أنا أكونْ
قالوا: يا لَهذا الفَتى فقَد رَكِبهُ الجِنُّ ومَسَّهُ الجنونْ
قُلتُ أنا: آهٍ، كَمْ أُحِبُّ أنا هذا الجُنونْ...

نيسان ـ نشر في 2019-12-02 الساعة 22:11


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً