اتصل بنا
 

مؤتمر ترحيل الأزمات #COP25

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-12-15 الساعة 22:12

نيسان ـ لا أحد ينكر مستوى الطموح العالي التي بدأت به فعاليات مؤتمر الاطراف للتغير المناخي في مدريد، بعد أن قررت الحكومة الأسبانية استضافته على عجل بدلا من العاصمة سانتياغو التي تترأس بلادها التشيلي رئاسة المؤتمر، إلا أن الإضرابات والمظاهرات فيها،حالت دون إنعقاد المؤتمر على أراضيها، وبقيت محتفظة في المهمة الأصعب، برئاسة النسخة الخامسة والعشرون من المفاوضات الأكثر تعقيدا لتداخل عوامل عدة، أهمها الشأن الإقتصادي العالمي.
مما لا شك فيه أن القوى المؤثرة أعدوا العدة جيدا،في تعطيل أي إلتزامات مناخية جديدة او الوصول إلى نتائج وآليات لا تتفق مع تطلعاتهم و مصالحهم الإقتصادية الضيقة، غير آبهين لأي تبعات مناخية كارثية قد تأكل الأخضر واليابس.
الصين التي كانت حاضرة بقوة،لم تهدأ في نشاطها الدبلوماسي الحذر، و قيادة صوت الدول النامية، لوقف فرض شروط تعسفية قد تحد من تنافسيتها الإقتصادية، وخاصة في المادة السادسة المتعلقة في وضع آليات جديدة لتسعير وتنظيم اسواق الكربون العالمية.
الولايات المتحدة الأمريكية كانت أيضا حاضرة في تحالفاتها،على مستوى المدن والقطاع الخاص و مراكز الابحاث العلمية،ولكنها غابت سياسيا بعد قرار إدارة البيت الأبيض رسميا الإنسحاب من إتفاق باريس التاريخي، إلا أن الجناح الأمريكي لم يخلو من بعض السياسيين المناصرين لقضايا التغير المناخي على المستوى الفردي، كما أن حضور المرشح الرئاسي مايك بلومبيرغ للمؤتمر اعطى زخما إعلاميا للوجود الأمريكي،والتأكيد على الدور الرئيسي التي تلعبه الإدارة الأمريكية في نجاح او فشل المفاوضات بشأن الملفات الحاسمة في التغير المناخي.
أستراليا و البرازيل الواجهة الخلفية و ذات الصلة القوية في إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، كان لها حضور لافت في المفاوضات، وشكل وجودها بهذه القوة السياسية مكانة مهمة في تحديد مسار النقاش والجدل الدائر في أروقة COP25.
الإتحاد الأوروبي الذي كان أكثر وضوحا في توجهاته، و رفع خطة العمل المناخي إلى درجة الأولوية القصوى في برامجه الرئيسية، وتخصيص ٢٠ بالمئة من ميزانيته لتنفيذ الخطة بشكل فعال، كما أن ملف حقوق الإنسان و العدالة الجندرية أخذ حيز كبير في أجندتهم التفاوضية، مما جعلوا له يوما كاملا على هامش المؤتمر وخطابات عالية المستوى من وزراء البيئة الأعضاء في الاتحاد.
المجموعة العربية التي كانت الغائب الحاضر ،حسب أهمية الملف للدول المصدرة للنفط، والتي تتصدر المشهد في كل النقاشات، من خلال الفريق التفاوضي القوي والمحترف، التي أعدته هذه الدول منذ زمن واصبح لديه معرفة تراكمية، يعي جيدا ما يحكى ما بين السطور، ليس حرصا على مصالح المنطقة بقدر الخشية من فرض إلتزامات على الدول الأكثر مساهمة في الانبعاثات إقليميا.
بالرغم من كل المسيرات التي غصت بها شوارع العواصم العالمية لحث الحكومات المصدرة للإنبعاثات، من أجل أخذ إجراءات جادة و بإطار زمني واضح، إلا أن لغة المصالح هي اللغة السائدة في أجواء المؤتمر، حيث أن ترحيل الملفات الساخنة اصبحت الصفة الملازمة لكافة المفاوضات وعدم البت بها بشكل نهائي.
عمرالشوشان -مدريد ١٤ ديسمبر ٢٠١٩

نيسان ـ نشر في 2019-12-15 الساعة 22:12


رأي: عمر الشوشان كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً